تُعدّ مسألة الإمامة من أبرز القضايا التي أثارت جدلًا واسعًا في التاريخ الإسلامي، وخصوصًا عند تفسير بعض الآيات القرآنية التي استند إليها المختلفون لإثبات معتقداتهم. ومن هذه الآيات قول الله تعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾ [الإسراء: 71]. فقد وردت روايات متعدّدة في كتب الشيعة روايات لا أصل لها واستدلالات لم تذكرها كتب السنة فكيف جاءو بها، ومن ضمنها ما جاء في مصادر مثل "المحاسن للبرقي"، و"الكافي للكليني"، و"بصائر الدرجات للصفار". هذه الروايات تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما نزلت الآية، سأله الصحابة: ألستَ إمام الناس أجمعين؟ فأجابهم بأنه رسول الله إلى الناس كافة، لكنه أخبر بوجود أئمة من أهل بيته سيقومون بعده، فيُكذَّبون ويُظلَمون من قِبَل أئمة الكفر والضلال وأتباعهم – على حد زعم الشيعة واليكم الرواية كاملة.
نصوص الروايات:
1 - جاء في "المحاسن للبرقي" (الجزء الأول، ص 155، باب من مات لا يعرف إمامه):
> عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما أُنزِلَت ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾، قال المسلمون: يا رسول الله، ألستَ إمام الناس كلهم أجمعين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "أنا رسول الله إلى الناس أجمعين، ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من أهل بيتي من الله، يقومون في الناس، فيكذبونهم ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم. ألا فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو مني ومعي وسيلقاني، ألا ومن ظلمهم وأعان على ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي، وأنا منه بريء".
2- وفي "الكافي للكليني" (الجزء الأول، ص 215، باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلى الله، وإمام يدعو إلى النار):
◘ عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "أنا رسول الله إلى الناس أجمعين، ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي، يقومون في الناس فيكذبون ويُظلَمون أئمة الكفر والضلال وأشياعهم. فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو مني ومعي وسيلقاني، ألا ومن ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي، وأنا منه بريء".
مختارات من موقع السقيفة: |
موقف عمر سهم أهل البيت من الخمس خطورة الرافضة على الإسلام وأهله أسماء أشخاص أو فرق حذر الذهبي من مصنفاتهم |
3 - كما ورد في "بصائر الدرجات للصفار" (ص 53، باب معرفة أئمة الهدى من أئمة الضلال وأنهم الجبت والطاغوت والفواحش):
◘ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما نزلت الآية ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾، قال المسلمون: يا رسول الله، ألست إمام الناس كلهم أجمعين؟ فقال: "أنا رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الناس أجمعين، ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي، يقومون في الناس فيكذبون ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم. ألا ومن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو مني ومعي وسيلقاني، ألا ومن ظلمهم وأعان على ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي، وأنا منه بريء".
فعلى حسب هذه الروايات أن معممي الشيعة فسروا آية ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾، يُستدل بها على وجود إمامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ومصادر هذه الأئمة مرتبطة بأهل البيت. وتوضح رواياتهم أن الإمام ليس مجرد قائد سياسي، بل مقام ديني له صلة بالهداية أو بالضلال، وأن الناس يُدعون يوم القيامة بإمامهم الذي اتبعوه في الدنيا وأن هناك صراع بين "أئمة الهدى" و"أئمة الضلال"، بعد رحيل الرسول صلى الله عليه وسلم.