نبذة عن البحث:
فإنه ولما كان معتقد الإباضية منبوذا في بقاع الأرض مرفوضا لدى أهل الفطر، عمد أهله إلى نشر معتقدهم الفاسد بإزار سني، لعلهم يجدون قبولا لمنهجهم المنبوذ وعقدهم المرفوض، فوضعوا مذكرة تجمع بين منهج الإباضية وعقيدة الأشعرية في مبحث الصفات، فركبوا على الأشعرية لمَّا توافقوا في تعطيل الإله الحق عن صفاته، ليصلوا إلى قلوب الناس، ولو كانوا يرون سلامة منهجهم لما تنكروا له في نشره.
-
اخترنا لك من موقع السقيفة:
خيانة الوزير الشيعي علي بن يقطين في عهدهارون الرشيد
وثيقة: كَيْفَ كَانَ مَنْزِلَةُ عَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِيكُمْ
ظلم الابتداع للذكر والصحابة وآل البيت
وقد توصلت بهذه المذكرة من أحد الشيوخ الدعاة إلى السنة حفظه الله، وطلب مني نقدها نقدا موجزا غير مخل، فأجبت طلبه، فأسأل الله لي وله ولوالدينا وجميع المسلمين الأجر والثواب.
ثم أردت بداية أن يكون نقدي للمذكرة عبارة عن شرحها شرحا نقديا كما فعل شيخ الإسلام في الأصفهانية، فأشار عليَّ الشيخ أن ذلك سيطول، وأن أكتفي بذكر المخالفات فيها ونقدها، فأحببت ذلك، وهذا كما فعل شيخ الإسلام في تلبيس الجهمية، وكما فعل في الاستقامة، والله الموفق المعين لكل خير.
وطريقة النقد التي اعتمدتها، أني أنقد ما ذكره هو مجملا بالتفصيل، ثم عند تفصيله للمجمل فإما أن أقف على بعض عباراته، أو أعرض عنها لكونها داخلة في المنقود الأول.
وبما أن مؤلف المذكرة مالكي وأنا على مذهب الإمام مالك في الأصول والفروع أحب أن أبدأ ردي على مذكرته بنقل كلام الإمام مالك رحمه الله في مسائل الإعتقاد:
1: أخرج الهروي عن الشافعي قال: (سئل مالك عن الكلام والتوحيد، فقال: "محال أن يُظَنَّ بالنبي r أنه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد"، والتوحيد ما قاله النبي r: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله"، فما عُصم به المال والدم حقيقة التوحيد).
2: أخرج الدارقطني، والآجري، والبيهقي، وابن عبد البر، عن الوليد بن مسلم قال: سألت مالكا والثوري والأوزاعي والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات فقالوا: "أمروها كما جاءت"([1])
3: أخرج أبو نعيم في "الحلية"([2]) والصابوني في "عقيدة السلف أصحاب" الحديث"([3]) من طريق جعفر بن عبد الله عن مالك، وابن عبد البر في "التمهيد"([4]) من طريق عبد الله بن نافع عن مالك، والبيهقي في "الأسماء والصفات"([5]) من طريق عبد الله بن وهب عن مالك، وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح"([6]) "إسناده جيد" وصححه الذهبي في "العلو" (ص 103) (جَاءَ رجل إِلَى مَالك فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ كَيفَ اسْتَوَى؟؟ قَالَ فَمَا وجد مالك من شَيْء ما وجده من مسألته، فنظر إلى الأرض وجعل ينكت في يده حتى علاه الرحضاء - يَعْنِي الْعرق – ثم رفع رأسه ورمى العود وَقَالَ: الكيف منه غير مَعْقُول والاستواء مِنْهُ غير مَجْهُول وَالْإِيمَان بِهِ وَاجِب وَالسُّؤَال عَنهُ بِدعَة وَأظنك صاحب بدعة، وأُمر به فأُخرج).
4: أخرج أبو داوود([7]) وعبد الله بن أحمد([8]) وابن عبد البر([9]) والقاضي عياض([10]) والمكي ابن أبي طالب فيما جمعه من تفسير مالك نفسه، عن عبد الله بن نافع قال: قال مالك: "الله في السماء وعلمه في كل مكان".
وغير ذلك من نصوص ثابتة عن الإمام مالك لا يرضاها هذا المالكي عقيدة له ولا دينا.
عنوان المذكرة: تقريب العقائد السنية([11])، ومن قرأها يرى أنها تقرب عقائد الفلاسفة وأهل الكلام وتُبعّد عن السنة وكتاب الله، ولذا سميت الرد بـ "الرجوع إلى السنة" وذلك يكون بالاعتماد على الوحيين دون غيرهما في العقيدة، والنجاة من البدعة العقائدية كبدع الفلاسفة وأهل الكلام.
___________________________________________
([1]) الدارقطني في "الصفات ص75" والآجري في "الشريعة ص314" والبيهقي في "الاعتقاد ص118" وابن عبد البر في "التمهيد 7/149"
([2]) "الحلية" (ج6 ص325-326)
([3]) "عقيدة السلف" (ص17-18)
([4]) "التمهيد" (ج7 ص151)
([5]) "الأسماء والصفات" (ص407)
([6]) "فتح الباري" (ج13 ص406-407)
([7]) "مسائل الإمام أحمد ص263"
([8]) "السنة ص11 بالطبعة القديمة"
([9]) "التمهيد ج7 ص138"
([10]) "ترتيب المدارك ج2 ص43"
([11]) مؤلفها هو: محمد عليش المالكي، لم يأت فيها بجديد غير أنه اختصر شرح ميارة على مقدمة ابن عاشر