يُعَدّ الفخر محمد بن يوسف بن محمد الكنجي من أبرز الشخصيات التي يُكثر الشيعة من الاستدلال بمصنفاته، مثل كتاب كفاية الأثر وكتاب البيان في أخبار صاحب الزمان. وقد حاول من خلالهما ترسيخ دعاوى الإمامية المتعلقة بالإمامة والمهدي المنتظر. إلا أن سيرته التاريخية التي نقلها المؤرخون –وعلى رأسهم ابن كثير– تكشف عن حقيقة انحرافه العقدي وتعاونه مع أعداء الأمة من التتار في وقت كانت فيه الأمة الإسلامية تعيش محنة الغزو والتآمر. وهذا النص التاريخي يوضح بجلاء موقف أهل السنة من أمثاله، حيث كان خبيث الطوية، ممالئًا لأعداء المسلمين، حتى انتهى أمره بالقتل جزاءً بما اقترف من خيانة.
مقالات السقيفة ذات صلة: |
إمكان الحوادث بين شيخ الإسلام ومخالفيه |
وهو صاحب كتاب (كفاية الأر) و(البيان في أخبار صاحب الزمان):
قال عنه الإمام ابن كثير في البداية والنهاية 13/256
((وأيد الله الاسلام وأهله تأييدا وكبت الله النصارى واليهود والمنافقين وظهر دين الله وهم كارهون، فتبادر عند ذلك المسلمون إلى كنيسة النصارى التي خرج منها الصليب فانتهبوا ما فيها وأحرقوها وألقوا النار فيما حولها فاحترق دور كثيرة إلى النصارى، وملا الله بيوتهم وقبورهم نارا، وأحرق بعض كنيسة اليعاقبة، وهمت طائفة بنهب اليهود، فقيل لهم إنه لم يكن منهم من الطغيان كما كان من عبدة الصلبان، وقتلت العامة وسط الجامع شيخا رافضيا كان مصانعا للتتار على أموال الناس يقال له الفخر محمد بن يوسف بن محمد الكنجي، كان خبيث الطوية مشرقيا ممالئا لهم على أموال المسلمين قبحه الله، وقتلوا جماعة مثله من المنافقين فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين، وقد كان هولاكو أرسل تقليدا بولاية القضاء على جميع المدائن: الشام، والجزيرة، والموصل، وماردين، والأكراد وغير ذلك، للقاضي كمال الدين عمر بن بدار التفليسي. وقد كان نائب الحكم بدمشق))