تُعدّ هذه الرواية واحدة من أخطر النصوص التي تنسب إلى آل البيت ما لم يثبت عنهم، وتطعن في عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها باتهامات لا أصل لها، صيغت في سياق أدبيّ يفيض بالغلو والمبالغات. نعرض في هذا المقال دراسة نقدية لهذا النص الوارد في مشارق أنوار اليقين، مع بيان سياقه ومصادره وتأثيره، وكيف أصبح منطلقًا لتشويه رموز الإسلام عبر روايات ضعيفة وسرديات مفتعلة.

من كتاب مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين للحافظ رجب البرسي، ص 86.

الشيعة يتهمون أم المؤمنين إنها جمعت أربعين دينارًا من خيانة «في أسرار الحسن بن علي (ع): فمن ذلك أنّه لما قدم من الكوفة جاءت النسوة يُعزّينه في أمير المؤمنين (ع)، ودخلت عليه أزواج النبي (ص). فقالت عائشة: يا أبا محمد، ما مثل فقدِ جدّك إلا يوم فُقِد أبوك.  من كتاب مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين للحافظ رجب البرسي، ص 86.

الفصل الرابع في أسرار الحسن بن علي (ع):

«في أسرار الحسن بن علي (ع): فمن ذلك أنّه لما قدم من الكوفة جاءت النسوة يُعزّينه في أمير المؤمنين (ع)، ودخلت عليه أزواج النبي (ص). فقالت عائشة: يا أبا محمد، ما مثل فقدِ جدّك إلا يوم فُقِد أبوك.

فقال لها الحسن:

 نسيـتِ نَبْشَكِ في بيتكِ ليلاً بغير قَبَسٍ بجَدِيدَة، حتى ضرَبَتِ الحديدةُ كفَّكِ فصارت جُرحًا إلى الآن، فأخرجتِ جِرْدًا أخضر فيه ما جمعته من خيانة، حتى أخذتُ منه أربعين دينارًا عددًا لا تَعلَمين لها وزنًا، ففرقتِها في مُبغِضي عليٍّ صلواتُ الله عليه من تيمٍ وعديّ، وقد تشفَّيتِ بقتله.

فقالت: قد كان ذلك.

ومن ذلك أنّ معاوية لما أراد حرب علي (ع) وجمع أهل الشام، سمع بذلك ملكُ الروم، فقيل له: رجلان قد خرجا يطلبان الملك…»