حادثة خروج سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما إلى كربلاء، وما انتهت إليه من استشهاده على يد طغاة بني أمية، من أعظم المآسي التي عرفها التاريخ الإسلامي. وقد تناولها العلماء بالبحث والتحليل، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، الذي أوضح أن الحسين رضي الله عنه لم يكن معصومًا، كما أن فعله كان اجتهادًا قصد به الإصلاح، لكن ترتب على خروجه مفسدة عظيمة أدت إلى مقتله، ولم يتحقق الخير الذي خرج من أجله. وهذا القول ليس من باب الطعن في الحسين، بل هو من تمام الإنصاف، إذ يجمع بين إثبات فضله ومحبته، والإقرار بأنه قد يخطئ كما يخطئ غيره من الصحابة رضوان الله عليهم.

🔹 نص المقال:

أولًا: نحن لا نعتقد بعصمة سيدنا الحسين رضي الله عنه.

ثانيًا: القول بأن الخروج مفسدة دليل محبة، لأن الخروج تسبب بقتله، والفعل الفاسد لا يدل على فساد الشخص.

وهنا أنقل قول ابن تيمية رحمه الله:

ابن تيمية يرى أن الإمام يخطئ ويصيب (فعند أهل السنة أن الحسين رضي الله عنه ليس معصومًا). ففي مسألة خروج الحسين عليه السلام لقتال يزيد، يرى ابن تيمية أن ذلك مفسدة، لماذا؟ لأن الحسين قُتل في ذلك الخروج.

ولا يمكن القول بأن خروج الحسين مفسدة من جهة بغض للحسين رضي الله عنه، والدليل على هذا أن ابن تيمية قال:

 "ولم يكن في الخروج لا مصلحة دين ولا مصلحة دنيا، بل تمكن أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله ﷺ حتى قتلوه مظلومًا شهيدًا، وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن حصل لو قعد في بلده، فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء، بل زاد الشر بخروجه وقتله".

لاحظ كلماته:

 بل تمكن الظلمة الطغاة: يعني أن قتل الحسين عليه السلام كان ظلمًا له.

حتى قتلوه مظلومًا شهيدًا: الحسين كان شهيدًا.

فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع: يقر بأن الحسين خرج لطلب الإصلاح في أمة جده رسول الله ﷺ.

بل زاد الشر بخروجه وقتله: يقر بأن قتل الحسين عليه السلام زيادة في الشر المنتشر.