يُعَدّ علم الرجال من أعظم العلوم التي اعتنى بها علماء الأمة الإسلامية، لما له من أثر بالغ في حفظ السنة النبوية، وتنقية الأحاديث مما شابها من وضع وكذب أو ضعف. وقد تصدى أئمة الجرح والتعديل لنقد الرواة وتمحيص أخبارهم، وميزوا الصحيح من السقيم، فحُفظ بذلك الدين من التحريف والزيادة. ومن بين الرواة الذين كثر الكلام حولهم، جابر بن يزيد الجعفي، الذي اتفقت كلمات كبار أئمة النقد على تضعيفه، بل واتهامه بالكذب. وتبرز أهمية دراسة حاله في أنه كان منسوبًا إلى التشيع، ونُسبت إليه روايات باطلة اعتمد عليها بعض الغلاة في إثبات بدعهم. ومن هنا فإن الوقوف على أقوال الأئمة فيه، يُوضح المنهج العلمي الدقيق لأهل السنة والجماعة في نقد الرجال، ويكشف في الوقت نفسه عن سبب رد أحاديثه وعدم قبولها.
النصوص المنقولة في تضعيف جابر الجعفي:
📖 تاريخ ابن معين الدوري ليحيى بن معين (233 هـ) – الجزء 1 / صفحة 216
(1398) حدثنا أبو يحيى الحماني عبد الحميد بن بشمين، عن أبي حنيفة قال: ما رأيت أحدًا أكذب من جابر الجعفي
مقالات السقيفة ذات صلة: |
إمكان الحوادث بين شيخ الإسلام ومخالفيه |
📖 ضعفاء العقيلي (322 هـ) – الجزء 1 / صفحة 196
حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا عباس بن محمد قال: حدثنا أبو يحيى الحماني، عن أبي حنيفة قال: ما رأيت أحدًا أكذب من جابر الجعفي.
📖 جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (463 هـ) – الجزء 2 / صفحة 153
وأخبرنا حكم قال: حدثنا يوسف قال: حدثنا أبو عبد الله محمد خيران الفقيه العبد الصالح قال: حدثنا شعيب بن أيوب سنة ستين ومائتين قال: سمعت أبا يحيى الحماني يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: ما رأيت أحدًا أفضل من عطاء بن أبي رباح، ولا رأيت أحدًا أكذب من جابر الجعفي.