تتناقل بعض كتب الشيعة الإمامية رواية عجيبة منسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، جاء فيها قوله: «أنا أصغر من ربي بسنتين».

وهي رواية لا يقبلها عقل ولا منطق، فضلاً عن كونها مخالفة للتوحيد الخالص الذي دعا إليه علي وأهل البيت رضوان الله عليهم. وقد اجتهد بعض علمائهم كعبد الله شبر في محاولة تأويلها بتأويلات فلسفية وباطنية، لكن هذه التبريرات لا تزيد الأمر إلا غرابة، لأنها تُظهر حجم التناقض العقدي الذي تورطت فيه هذه الروايات.

قال عبد الله شبر:

 (ما روي عن امير المؤمنين (ع) قال: أنا أصغر من ربي بسنتين)

ووجه بوجهين، الاول:

أنا أصغر من ربي بسنتين 

 ان المراد بالرب الحقيقي والمراد بسنتين رتبتين والمعنى ان جميع مراتب كمالات الوجود المطلق حاصلة لي سوى مرتبتين هما: مرتبة الالوهية ووجوب الوجود، ومرتبة النبوة.

 الثاني: ان المراد بالرب المجازي اي مربيه ومعلمه وهو النبي صلى الله عليه واله.

والحاصل: انه عليه السلام اثبت لنفسه القدسية مرتبة الولاية المطلقة التي هي جامعة لجميع مراتب الكمالات سوى مرتبة الالوهية ووجوب الوجود، ولا ريب في انه كان جامعا لكل مرتبة وجودية وكمالية سوى هاتين المرتبتين " اهـ

مصابيح الانوار - عبد الله شبر - ج 2 ص 319