لماذا لا نذكر الله بعدد ذكرنا لأئمتنا؟

يطرح بعض الناس سؤالًا جوهريًا: لماذا لا نذكر الله كما نذكر أئمتنا؟

سؤال يفتح بابًا واسعًا للتأمل في مفهوم الذكر الحقيقي، والولاء الصادق، وحدود التقديس المشروع في الدين. إن الإسلام يقوم على توحيد الله عز وجل وإفراده بالعبادة، وذكره بالقلب واللسان والجوارح، دون أن يُشرك معه أحد من خلقه مهما بلغت منزلته. أما الإفراط في تمجيد البشر حتى يغدو ذكرهم أكثر من ذكر الخالق، فذلك انحراف خطير في ميزان العقيدة، يُخرج التبجيل عن مساره المشروع إلى دروب الغلو والبدعة.

ج/ 1419 - روى عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن الفضل بن زياد، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، يقول: في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يرد عليّ الحوض، فأقول: يا ربّ، أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»، قال أحمد بن حنبل رحمه الله: من صحب النبي صلى الله عليه وسلم سنة أو شهراً أو يوماً أو ساعة أو رآه فهو من أصحابه، له من الصحبة على قدر ما صحبه، وكانت سابقته معه، وسمع منه، ونظر إليه نظراً. فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه، ولو لقوا الله بجميع الأعمال.

نص الوثيقة:

من كتاب الامالي شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي صفحة 675

ج/ 1419 - روى عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن الفضل بن زياد، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، يقول: في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يرد عليّ الحوض، فأقول: يا ربّ، أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»، قال أحمد بن حنبل رحمه الله: من صحب النبي صلى الله عليه وسلم سنة أو شهراً أو يوماً أو ساعة أو رآه فهو من أصحابه، له من الصحبة على قدر ما صحبه، وكانت سابقته معه، وسمع منه، ونظر إليه نظراً. فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه، ولو لقوا الله بجميع الأعمال.

كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه وسمعوا منه، ومن نظر إليه نظرة فأدناهم صحبة أفضل من التابعين، ولو عملوا كل أعمال الخير.

قال أحمد بن حنبل: من انتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أبغضه لحدث كان منه، أو ذكر مساوئه، كان مبتدعاً حتى يترحم عليهم جميعاً، ويكون قلبه لهم سليماً.

ثم قال: لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم بعيب، ولا بنقص، فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، وليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه، ثم يستتاب، فإن تاب قبلت توبته، وإن لم يتب أعيدت عليه العقوبة، وخلد في الحبس حتى يموت أو يرجع.