تتناول الرواية الواردة في كتاب علل الشرائع للصدوق سبب اختيار النبي هارون عليه السلام لعبارة "يا ابن أم" بدلًا من "يا ابن أبي" عند مخاطبته أخاه موسى عليه السلام في لحظة شد وجذب أثناء أحداث عبادة بني إسرائيل للعجل. هذا التعبير لم يكن مجرد نداء عابر، بل يحمل دلالات عميقة ترتبط بطبيعة العلاقة الأخوية، وأثر الأم الواحدة في تقليل دوافع العداوة بين الإخوة. كما تكشف الرواية سبب أخذ موسى عليه السلام برأس أخيه ولحيته، مع أنّ هارون لم يشارك في خطأ قومه، وإنما بقي بينهم حرصًا على وحدتهم وخوفًا من افتراقهم. هذه الحادثة تبرز البعد التربوي والإنساني في خطاب الأنبياء، وتوضح الحكمة في اختيار الألفاظ الدقيقة التي تلامس الوجدان وتخفف من حدّة الموقف.
1- حدثنا علي بن احمد بن محمد، ومحمد بن احمد الشيباني، والحسين بن إبراهيم بن احمد بن هشام رضى الله عنه.
مقالات السقيفة ذات صلة: |
شبهة حديث موسى والحجر بين البخاري والشيعة دروس من قصة موسى والخضر.. معجزات ودروس |
قالوا: حدثنا محمد بن أبى عبد الله الكوفي الأسدي قال:
حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن زيد النوفلي، عن علي بن سالم، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أخبرني عن هارون، لم قال لموسى عليه السلام يابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، ولم يقل يابن أبي؟ فقال: إن العداوات بين الإخوة أكثرها تكون إذا كانوا بني علات، ومتى كانوا بني أم قلت العداوات بينهم، إلا أن ينزغ الشيطان بينهم فيطيعوه، فقال هارون لأخيه موسى: يا أخي الذي ولدته أمي ولم تلدني غير أمه لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، ولم يقل يابن أبى لأن الأب إذا كانت أمهاتهم شتى لم تستبعد العداوة بينهم إلا من عصمه الله منهم، وإنما تستبعد العداوة بين بني أم واحدة قال قلت له: فلم أخذ برأسه يجره إليه وبلحيته، ولم يكن له في اتخاذهم العجل وعبادتهم له ذنب؟ فقال: إنما فعل ذلك به لأنه لم يفارقهم لما فعلوا ذلك ولم يلحق بموسى، وكان إذا فارقهم ينزل بهم العذاب، ألا ترى أنه قال له موسى: يا هارون ما منعك إذا رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري؟ قال هارون: لو فعلت ذلك لتفرقوا وإني خشيت أن تقول لي فرقت بين بني إسرائيل، ولم ترقب قولي.
علل الشرائع للصدوق الجزء الأول ص 68
(باب 58 - العلة التي من أجلها قال هارون لموسى عليهما السلام) (يابن أم، لا تأخذ بلحيتي، ولا برأسي، ولم يقل يابن أبى)