من القضايا الجوهرية في الفكر الشيعي الإمامي مسألة العصمة ومقام الأوصياء مقارنة بالأنبياء. ففي الوقت الذي يؤكد فيه الشيعة على عصمة الأئمة وأنهم أوصياء النبي صلى الله عليه وسلم، نجد روايات في الكافي وغيره تطرح إشكالات كبيرة عند التحقيق. ومن ذلك الرواية التي تنص على أن جعفر بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب – وهما من غير المعصومين عند الشيعة – سيشهدان للأنبياء يوم القيامة بأنهم قد بلغوا رسالات ربهم، بينما يُذكر أن علي بن أبي طالب أعظم منزلة من ذلك. هذا النص يثير تساؤلات عميقة: أين الأوصياء المعصومون الذين يفترض أن يشهدوا للأنبياء؟ وكيف يُعقل أن يشهد غير معصوم لمعصوم؟
مقالات السقيفة ذات صلة: |
شبهة حديث موسى والحجر بين البخاري والشيعة دروس من قصة موسى والخضر.. معجزات ودروس |
إن مثل هذه الروايات تكشف التناقض الداخلي بين مفهوم العصمة الذي بنى عليه المذهب الإمامي أصوله، وبين بعض المرويات التي تسند أدوارًا عظيمة لغير المعصومين، مما يفتح الباب للنقد والمراجعة.
392 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن القاسم بن محمد، عن جميل بن صالح، عن يوسف بن أبي سعيد قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) ذات يوم فقال لي: إذا كان يوم القيامة وجمع الله تبارك وتعالى الخلائق كان نوح صلى الله عليه أول من يدعى به فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم فيقال له: من يشهد لك؟ فيقول: محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله) قال: فيخرج نوح (ع) فيتخطا الناس حتى يجئ إلى محمد (صلى الله عليه وآله) وهو على كثيب المسك (5) ومعه علي (ع) وهو يقول الله عزوجل: ﴿فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا﴾ (6) " فيقول نوح لمحمد (صلى الله عليه وآله): يا محمد إن الله تبارك وتعالى سألني هل بلغت؟
فقلت: نعم فقال: من يشهد لك؟
فقلت: محمد (صلى الله عليه وآله) فيقول: يا جعفر يا حمزة اذهبا واشهدا له أنه قد بلغ. فقال أبو عبدالله (ع): فجعفر وحمزة هما الشاهدان للأنبياء (عل) بما بلغوا، فقلت: جعلت فداك فعلي (ع) أين هو؟ فقال: هو أعظم منزلة من ذلك.
الكافي الجزء الثامن ص267
أين الأوصياء؟ وكيف غير معصوم يشهد لمعصوم؟