من أبرز القضايا العقدية التي تميّز الفكر الإمامي الاثني عشري عن بقية الفرق الإسلامية مسألة مكانة الأئمة من آل البيت، والتي وصلت في بعض الروايات والشروح إلى حد تفضيلهم على الأنبياء والملائكة المقربين. ففي بحار الأنوار للمجلسي، وعند نقله لكلام الصفار وتلامذته، يقرر أن معرفة كنه كمالات الأئمة لا يحيط بها نبي مرسل ولا ملك مقرب، لأن إدراك كنه الكمال مشروط بالاتصاف به على وجه الكمال. وبما أن الأنبياء والملائكة – بحسب هذه الرواية – دون الأئمة في الكمال، فإنهم عاجزون عن الإحاطة بحقيقة مقاماتهم.
هذه الفكرة تثير جدلاً واسعًا حول مدى توافقها مع النص القرآني الذي يقرر أفضلية الأنبياء واصطفاءهم بالرسالة، وتفتح باب التساؤل حول جذور الغلو في مقام الأئمة وكيف تسللت إلى بعض المرويات الشيعية
مقالات السقيفة ذات صلة: |
شبهة حديث موسى والحجر بين البخاري والشيعة دروس من قصة موسى والخضر.. معجزات ودروس |
بيان: قوله:
وذكر أبو جعفر كلام تلامذة الصفار أو كلام الصفار كما هو دأب القدماء، وأبو جعفر هو الصفار، وحاصل ما نقل عن عمير الكوفي هو رفع الاستبعاد عن أن حديثهم لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل بأن من أحاط بكنه علم رجل وجميع كمالاته فلا محالة يكون متصفا بجميع ذلك على وجه الكمال، إذ ظاهر أن من لم يتصف بكمال على وجه الكمال لا يمكنه معرفة ذلك الكمال على هذا الوجه، ولابد في الاطلاع على كنه أحوال الغير من مزية كما يحكم به الوجدان، فلا استبعاد في قصور الملائكة وسائر الأنبياء الذين هم دونهم في الكمال عن الإحاطة بكنه كمالاتهم وغرائب حالاتهم.
بحار الانوار للمجلسي ج 2 ص 194