بين اللوح وإسرافيل وجبرائيل...
يُعدّ موضوع نزول الوحي وكيفية تبليغه للأنبياء من القضايا العقدية الكبرى التي تناولتها مختلف الفرق الإسلامية، ولكل مدرسة تصورها الخاص المبني على مروياتها ومصادرها. وفي كتاب الاعتقادات للشيخ الصدوق، أحد كبار علماء الإمامية في القرن الرابع الهجري، نجد وصفًا تفصيليًا لآلية نزول الوحي؛ إذ يذكر أن بين عيني إسرافيل لوحًا، فإذا أراد الله أن يتكلم بالوحي ضرب اللوح جبينه فينظر فيه ويقرأ ما فيه، ثم ينقله إلى ميكائيل، ومنه إلى جبرائيل، حتى يصل إلى النبي. كما يتطرق إلى حالة الغشية التي كانت تصيب النبي ﷺ أثناء مخاطبة الله تعالى له مباشرة، فيثقل جسده ويعرق. هذه الرواية تعكس خصوصية الرؤية الإمامية لمسألة الوحي، من حيث ترتيب وسائطه، وإبراز مقام النبي من خلال مظاهر الهيبة والتكريم، حتى أن جبرائيل نفسه كان يستأذن قبل الدخول عليه ويجلس بين يديه كجلسة العبد بين يدي سيده...
مقالات السقيفة ذات صلة: |
شبهة حديث موسى والحجر بين البخاري والشيعة دروس من قصة موسى والخضر.. معجزات ودروس |
قال الشيخ - رضي الله عنه -:
اعتقادنا في ذلك أن بين عيني إسرافيل لوحا، فإذا أراد الله تعالى أن يتكلم بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل، فينظر فيه فيقرأ ما فيه، فيلقيه إلى ميكائيل، ويلقيه ميكائيل إلى جبرائيل، فيلقيه جبرئيل إلى الأنبياء.
وأما الغشوة التي كانت تأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنها كانت تكون عند مخاطبة الله إياه حتى يثقل ويعرق.
وأما جبرئيل فإنه كان لا يدخل عليه حتى يستأذنه إكراما له، وكان يقعد بين يديه قعدة العبد.
الاعتقادات للصدوق ص81