النبي بايع عن عثمان في بيعة الشجرة

عثمان بن عفان رضي الله عنه بين الشبهات والحقائق:

يُعَدّ الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه من أبرز الشخصيات في تاريخ الإسلام، فقد لُقّب بـ "ذي النورين" لزواجه من ابنتي النبي ﷺ، وكان من السابقين إلى الإسلام ومن أهل بدر وأحد وبيعة الرضوان. ومع مكانته العظيمة، أثيرت حوله بعض الشبهات التي حاول المغرضون إلصاقها به، كادعاء فراره يوم أحد، أو غيابه عن بدر، أو تخلفه عن بيعة الرضوان. غير أن السنة النبوية الصحيحة جاءت لتدحض تلك المزاعم وتكشف عن الحكمة الإلهية والفضل النبوي في مواقفه رضي الله عنه، كما وردت نصوصها في صحيح البخاري، مسند أحمد، وسنن الترمذي.

الرواية الأولى:

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عثمان هو ابن موهب قال جاء رجل من أهل مصر حج البيت فرأى قوما جلوسا فقال من هؤلاء القوم قال هؤلاء قريش قال فمن الشيخ فيهم قالوا عبد الله بن عمر قال يا ابن عمر انى سائلك عن شئ فحدثني عنه هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد قال نعم فقال تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد قال نعم قال هل تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها قال نعم قال الله أكبر قال ابن عمر تعال أبين لك اما فراره يوم أحد فأشهد ان الله عفا عنه وغفر له واما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لك اجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه واما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى هذه يد عثمان فضرب بها على يده فقال هذه لعثمان فقال له ابن عمر اذهب به الآن معك.. 

صحيح البخاري (256 هـ) الجزء4 صفحة203 كتاب المناقب باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

الرواية الثانية:

 حدثنا عبدان أخبرنا أبو حمزة عن عثمان بن موهب قال جاء رجل حج البيت فرأى قوما جلوسا فقال من هؤلاء القعود قال هؤلاء قريش قال من الشيخ قالوا ابن عمر فاتاه فقال إني سائلك عن شيء أتحدثني قال أنشدك بحرمة هذا البيت أتعلم ان عثمان بن عفان فر يوم أحد قال نعم قال فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهدها قال نعم قال فتعلم انه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها قال نعم قال فكبر قال ابن عمر تعال لأخبرك ولأبين لك عما سألتني عنه اما فراره يوم أحد فأشهد ان الله عفا عنه واما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان لك اجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه واما تغيبه عن بيعة الرضوان فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان بن عفان لبعثه مكانه فبعث عثمان وكان بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى هذه يد عثمان فضرب بها على يده فقال هذه لعثمان اذهب بهذا الآن معك...

صحيح البخاري (256 هـ) الجزء5 صفحة34 باب قول الله تعالى إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان

الرواية الثالثة:

حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا هاشم ثنا أبو معاوية يعنى شيبان عن عثمان بن عبد الله قال جاء رجل إلى ابن عمر فقال يا ابن عمر اني سائلك عن شئ تحدثني به قال نعم فذكر عثمان فقال ابن عمر أما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان لك أجر رجل شهد بدرا وسهمه وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه فبعث عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى هذه يد عثمان فضرب بيده الأخرى عليها فقال هذه لعثمان فقال له ابن عمر اذهب بهذه الآن معك

مسند احمد (241 هـ) الجزء2 صفحة120

الرواية الرابعة:

3792 حدثنا صالح بن عبد الله أخبرنا أبو عوانة عن عثمان بن عبد الله بن موهب: " أن رجلا من أهل مصر حج البيت فرأى قوما جلوسا فقال من هؤلاء؟ قالوا قريش قال فمن هذا الشيخ؟ قالوا ابن فأتاه فقال إني سائلك عن شئ فحدثني أنشدك بحرمة هذا البيت. أتعلم أن عثمان فر يوم أحد؟ قال نعم قال أتعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال نعم قال أتعلم أنه تغيب يوم بدر فلم يشهده؟ قال نعم فقال الله أكبر فقال له ابن عمر تعالى حتى أبين لك ما سألت عنه أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله قد عفا عنه وغفر له وأما تغيبه يوم بدر فإنه كانت عنده أو تحته ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لك أجر رجل شهد بدرا وسهمه وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مكان عثمان بعث رسول الله صلى الله عليهم وسلم عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة قال فقال رسول الله عليه الله عليه وسلم بيده اليمنى هذه يد عثمان وضرب بها على يده وقال هذه بعثمان. قال له اذهب بهذا الآن معك ". هذا حديث حسن صحيح.

سنن الترمذي (279 هـ) الجزء5 صفحة293