من المعلوم أن الشيعة فرقة ضالة خرجت عن منهج الإسلام الصحيح الذي جاء به النبي ﷺ، فخالفوا القرآن والسنة وإجماع الأمة، واتخذوا الكذب وسيلةً لترويج بدعهم وباطلهم. فقد اشتهر بين علمائهم الوضع في الأحاديث واختلاق الأخبار من أجل إثبات عقائدهم الفاسدة ونصرة أئمتهم المزعومين.

ومن أبرز من اشتهر بالكذب والوضع من رواة الشيعة لوط بن يحيى أبو مخنف، وهو أحد كبار الإخباريين الشيعة الذين ملأوا كتب التاريخ بالأساطير، وأدخلوا فيها روايات لا أصل لها. وفي هذا المقال نستعرض أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي مخنف ليتبيّن للقارئ حال هذا الراوي ومدى خطورته على التراث الإسلامي.

أقوال العلماء فيه:

قول الذهبي

قال الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال (ج3 / ص419–420):

«لوط بن يحيى، أبو مخنف، إخباري تالف، لا يوثق به. تركه أبو حاتم وغيره. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال مرة: ليس بشيء. وقال ابن عدي: شيعي محترق.»

وهذه العبارة من الذهبي كافية لبيان أن الرجل هالك في الرواية، لا يعتمد عليه في دين ولا حديث.

قول ابن حجر

وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (ج4 / ص492–493):

«لوط بن يحيى أبو مخنف: إخباري تالف لا يوثق به، تركه أبو حاتم وغيره. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال يحيى بن معين: ليس بثقة. وقال مرة: ليس بشيء. وقال ابن عدي: شيعي محترق. وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا حاتم عنه ففَضَّ يده وقال: أحد يسأل عن هذا؟!»

وهذا يدل على أن ضعفه عند المحدثين شديد جدًا، حتى إن أبا حاتم استنكر مجرد السؤال عنه، إشارةً إلى سقوطه من الاعتبار.

قول العقيلي

وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير (ج4 / ص28) برقم (1572)، وقال:

«حدثنا محمد بن عيسى حدثنا عباس قال سمعت يحيى قال: أبو مخنف ليس بشيء. وفي موضع آخر: ليس بثقة. حدثنا محمد حدثنا عباس قال سمعت يحيى قال: أبو مخنف وأبو مريم وعمر بن شمر ليسوا بشيء. قلت ليحيى: هما مثل عمرو بن شمر؟ قال: هما شر من عمرو بن شمر.»

فهنا نجد أن يحيى بن معين أحد كبار أئمة الجرح والتعديل – يرى أن أبا مخنف أشرّ من عمرو بن شمر، وهو من المعروفين بالكذب والتشيع المفرط!

حقيقة روايات أبي مخنف

كثير من القصص التي يعتمدها الشيعة في كتبهم حول واقعة كربلاء وأخبار الصحابة وفتن صدر الإسلام، مصدرها أبو مخنف، وهو كما رأينا رجل ساقط الرواية.
فما بُني على باطل فهو باطل، وكل رواية فيها طعن في الصحابة أو تشويه لتاريخ الإسلام من طريق أبي مخنف فهي مردودة.

قال العلماء: «الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء»، فكيف يُقبل كلام شيعي محترق كذاب في تاريخ الأمة؟!

الرد على الشبهة

قد يحتجّ بعض الشيعة بأن أبا مخنف من الإخباريين لا من المحدثين، وأنه لم يروِ أحاديث نبوية بل أخبارًا تاريخية.

والجواب:
أن الصدق والعدالة شرط في كل ناقل، سواء روى حديثًا أو خبرًا. فالمؤرخ إذا كان كذابًا متعصبًا لا يُقبل خبره، لأن الكذب لا يتجزأ، ومن كذب في الدين كذب في التاريخ.
ثم إن الأخبار التي يرويها الشيعة عن طريقه كثير منها تطعن في الصحابة وتقدح في الخلفاء الراشدين، وهي أخبار لا أصل لها إلا من طريق هذا الرجل ومن شابهه من الوضاعين.

الخلاصة

يتبيّن من أقوال الأئمة أن لوط بن يحيى أبو مخنف ضعيف جدًا، بل متروك، كذاب، شيعي محترق، لا يُعتمد عليه في رواية ولا في خبر.

فلا يجوز للمسلمين أن يثقوا برواياته ولا بما جاء في كتب الشيعة من طريقه، لأنها مليئة بالأكاذيب التي يراد بها تشويه تاريخ الإسلام والطعن في خير القرون.

المصادر

1)    الذهبيميزان الاعتدال (ج3 / ص419–420) رقم (6992) – دار الكتب العلمية – بيروت.

2)    ابن حجرلسان الميزان (ج4 / ص492–493) رقم (1568).

3)    العقيليالضعفاء الكبير (ج4 / ص28) رقم (1572).

4)    ابن عديالكامل في الضعفاء.

الدارقطني – الضعفاء والمتروكين.