لقد انتشرت بين أيدي الناس كتبٌ منسوبة إلى الإسلام تحمل في طيّاتها أحاديث باطلة وروايات موضوعة لم يقلها رسول الله ﷺ قط، وإنما افتراها أناس منسوبون إلى التشيع الباطني، غايتهم تشويه صورة الإسلام الحقّ وتثبيت دعاوى باطلة تُنسب إلى آل البيت زورًا. ومعلوم أن الشيعة فرقة ضالّة خارجة عن جماعة المسلمين، لا يُنسبون إلى الإسلام الصحيح الذي جاء به النبي ﷺ، فهم الذين خالفوا الكتاب والسنة، وأحدثوا في الدين ما ليس منه. ومن أبرز من اشتهر بوضع الأحاديث المكذوبة وترويج الخرافات: محمد بن يوسف الكنجي الرافضي، صاحب كتابي «كفاية الأثر» و**«البيان في أخبار صاحب الزمان»**، واللذين يعدّهما علماء الحديث من أوضح دلائل الوضع والكذب في نصوصهم.

أشهر مؤلفات الكنجي الرافضي

كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر:

 وهو من أشهر كتبه، حشد فيه الكنجي روايات مكذوبة منسوبة إلى النبي ﷺ تدّعي النص على أئمة الشيعة الاثني عشر واحدًا واحدًا، وكلها أحاديث باطلة موضوعة لا أصل لها، لم تُروَ في شيء من كتب الحديث المعتمدة عند أهل السنة والجماعة.

البيان في أخبار صاحب الزمان:

وهو كتاب ألّفه في آخر عمره، يتحدث فيه عن الإمام الغائب المزعوم عند الشيعة، ويحتج فيه بأحاديث موضوعة، حتى عدّه العلماء من أضعف ما أُلِّف في هذا الباب، لا يُعوَّل عليه بحال.

الردّ على من يحتجّ بكتبه

يظنّ بعض عوام الشيعة أن وجود اسم الكنجي الشافعي في بعض المخطوطات دليل على أنه كان من أهل السنة، وهذا باطل.

فالكنجي تظاهر بالانتماء إلى المذهب الشافعي تقيةً ليخفي تشيّعه، ثم نشر ما استطاع من الأحاديث الموضوعة تأييدًا لعقائد الرافضة.

ولو كان سنيًّا لما نقل عنه ابن كثير هذا الحكم الصريح: "شيخ رافضي خبيث الطوية ممالئ للتتار على المسلمين".

ثم إن كتبه مليئة بروايات لا توجد في شيء من الصحاح الستة ولا في كتب السنة المعتمدة، وإنما في مصادر الرافضة مثل:

·  الكافي للكليني،

·  الاحتجاج للطبرسي،

·  الإرشاد للمفيد،

·  كامل الزيارات لابن قولويه.

وهذه المصادر نفسها تعترف بأنها لا تراعي أسانيد صحيحة، بل تروي الغرائب والموضوعات.

التحذير من كتب الكنجي

ينبغي لطالب العلم، بل لعامة المسلمين، أن يحذروا من الوقوع في فخّ هذه الكتب التي تتستر بثوب "المحبة لأهل البيت"، بينما هي في الحقيقة كتب خرافة وبدعة وضلال، تسعى لهدم أصول الدين من الداخل.

وقد سار العلماء على التحذير منها، كما قال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية:

"كثير من هذه الكتب التي جمعها الرافضة أو من تشيّع مثلهم مليئة بالأحاديث المكذوبة التي لا يخفى كذبها على من له أدنى علم بالحديث".

المصادر والمراجع:

1)    البداية والنهاية، لابن كثير، ج13 ص256.

2)    منهاج السنة النبوية، لشيخ الإسلام ابن تيمية، ج7 ص401–403.

3)    الميزان في الاعتدال، للذهبي، ج4 ص471.

4)    الكنى والألقاب، لعباس القمي، ج1 ص227.

5)    الذريعة إلى تصانيف الشيعة، لآقا بزرك الطهراني، ج25 ص290.