بعد زوال دولة بني بويه الشيعية، حلَّ محلها السلاجقة الأتراك الذين رفعوا راية السنّة ونصروها.
كما أشار ابن كثير بقوله:
"لما زالت دولة بني بويه (الشيعية)، وبادت جاء بعدهم قوم آخرون من الأتراك السلاجقة الذين يحبون أهل السنُّة ويوالونهم، ويرفعون قدرهم، والله المحمود أبدًا على طول المدى" (البداية والنهاية [12/68-69]).
- اخترنا لك من موقع السقيفة:
خيانة الوزير الشيعي علي بن يقطين في عهدهارون الرشيد
وثيقة: كَيْفَ كَانَ مَنْزِلَةُ عَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِيكُمْ
ظلم الابتداع للذكر والصحابة وآل البيت
إلا أن هذه الدولة السنية القوية لم تسلم من خيانات الشيعة المتكررة، التي بدأت تظهر بوضوح من خلال تحركات "البساسيري" الرافضي، الذي استغل غياب السلطان طغرلبك عن بغداد، فتآمر مع الدولة الفاطمية الشيعية في مصر، وأتى إلى بغداد يحمل راياتهم، واستقبله أهل الكرخ من الرافضة استقبال الفاتحين، ثم هاجم دور أهل السنة ونهبها، وأعاد الأذان بـ"حي على خير العمل"، وخطب للمستنصر الفاطمي في بغداد.
وقد نكَّل البساسيري برموز السنة، واعتدى على الوزير ابن المسلمة، وأهانه أمام العامة، وأذاقه الذل حتى قتله بطريقة وحشية. هذه الأحداث مهّدت الطريق لتفكك الدولة وظهور الخطر الصليبي.
ومع تزايد الغدر، تحوّلت بلاد الشام إلى ساحة صراع بين السلاجقة والفاطميين، وأدى ضعف الجبهة الإسلامية وتشرذمها بسبب خيانات الروافض إلى اجتياح الصليبيين لبلاد المسلمين بسهولة. ففي سنة 490هـ، أرسل الوزير الفاطمي بدر الجمالي سفارة إلى قادة الحملة الصليبية الأولى يعرض فيها التحالف معهم ضد السلاجقة، مقابل تقسيم الشام بين الطرفين.
وبينما كان السلاجقة يحاولون الدفاع عن أنطاكية، استغل الفاطميون الفرصة، فأرسلوا جيشًا لحصار بيت المقدس (الذي كان بيد السلاجقة)، وسيطروا عليه بعد قصفه بالمنجنيقات. ثم تساهلوا في الدفاع عنه، مما مهد لاحتلاله لاحقًا من قِبل الصليبيين سنة 492هـ، وارتكابهم مجازر رهيبة بحق المسلمين.
ومن أبرز صور التواطؤ الشيعي، ما فعله رضوان بن تاج الدولة تتش، أمير حلب، الذي تقرّب من الإسماعيلية، وتشجّع على التحالف مع الصليبيين ضد الأمراء السنة، بل وقف ضد "كربوق" صاحب الموصل الذي حاول صد الحملة الصليبية.
كما اغتال أحد الباطنية الأمير المجاهد مودود بن زنكي أثناء صلاته في جامع دمشق سنة 505هـ، بعد أن حقق انتصارات ضد الفرنجة. وكان هذا الاغتيال رسالة واضحة مفادها أن أي نصر لأهل السنة يُغضب الروافض.
ولم تتوقف الخيانات عند هذا الحد، بل ظهر دعمهم للتتار فيما بعد، كما فعل بدر الدين لؤلؤ الشيعي، صاحب الموصل، الذي سار إلى هولاكو بعد نكبة بغداد حاملاً الهدايا والتحف، رغم أن هولاكو كان قد أباد عاصمة الخلافة الإسلامية.
كما تحالف الشيعة مع التتار ضد السلطان جلال الدين بن خوارزم شاه، ونفذوا عمليات اغتيال طالت أمراءه ونوابه. وكانوا من أشد أعوان التتار، كما وصفهم ابن كثير.
هناك حقيقة تاريخية موثقة:
أن خيانات الشيعة لم تكن مجرد أحداث عابرة، بل كانت جزءًا من مشروع متكامل لإضعاف أهل السنّة وتمكين أعداء الأمة، بدءًا من الصليبيين وانتهاءً بالتتار.