أركان الإيمان عند الشيعة الإمامية

(أولًا: الإيمان بالرسل)

من أركان العقيدة الإسلامية الثابتة:

الإيمان بالرسل، الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى لتبليغ شرائعه وهداية الخلق، لكن الشيعة الإمامية خالفوا هذا الركن العظيم بعدة مظاهر عقدية شنيعة تتضمن الغلو في الأئمة ورفعهم فوق مقام النبوة.

  • الأكثر قراءه في السقيفة:

الإمام السجّاد وزواج أمه: بين الحقيقة والأسطورة

تغلغل المجوسية في التشيع (الغلو في سلمان وتقديس رموز الفرس)

تغلغل المجوسية في التشيع (عدم سب المجوس وكسرى لن يعذب)

 

1- زعم الوحي للأئمة

تعتقد الشيعة الإمامية أن الأئمة الاثني عشر يُوحى إليهم، وأنهم لا ينطقون إلا بوحي من الله، وهي عقيدة مخالفة للقرآن والسنة، لأن الوحي مختص بالأنبياء والرسل فقط. جاء في كتابهم "بحار الأنوار" (17/155، 54/237) هذا المعنى الصريح، ما يجعلهم يعطون الأئمة وظيفة النبوة وإن أنكروها لفظًا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

"من جعل بعد الرسول معصومًا يجب الإيمان بكل ما يقوله فقد أعطاه معنى النبوة وإن لم يعطه لفظها".

 

2- زعم عصمة الأئمة واتباعهم المطلق

أوجب الشيعة على أتباعهم الانقياد الكامل لأقوال الأئمة، واعتبروا أن كلامهم فوق النقد والرد، ما جعلهم في مرتبة أعلى من الأنبياء عمليًا، وهذا هو الغلو الذي نهى الله ورسوله عنه.

 

3- زعم تقديم الأئمة على الأنبياء

تجرّأ الشيعة وغالوا إلى حد القول بأن الأئمة أفضل من الأنبياء، بل وادّعوا أن الأنبياء إنما بلغوا مراتبهم بفضل ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

جاء في رواياتهم أن نبي الله يونس بن متى عُذّب في بطن الحوت لأنه أنكر ولاية علي. وفي "بحار الأنوار" للمجلسي (ج26) باب خاص بعنوان:

 "باب تفضيلهم على الأنبياء وعلى جميع الخلق"، جمع فيه عشرات الروايات التي تُظهر هذا الانحراف، منها الروايات ذات الأرقام (348، 354، 356، 357، 358).

وذكر المجلسي (26/297-298) أكثر من 88 رواية تُؤسس لهذا المبدأ الخطير، مؤكدًا أن:

"الأخبار في ذلك أكثر من أن تُحصى... وعليه عمدة الإمامية".

 

4- إنكار فضل الأنبياء وإلصاق الفضل كله بالأئمة

قال القاضي عياض في كتابه "الشفاء":

"نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم: إنّ الأئمّة أفضل من الأنبياء."

 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة":

"تفضيل الأئمة على الأنبياء مذهب غلاة الرافضة".

بل قرر أحد أكبر علمائهم، ابن بابويه القمي، هذا الأصل في كتاب "الاعتقادات"، 

ونقل المجلسي عنه قائلاً:

"يجب أن يعتقد أنّ الله لم يخلق خلقًا أفضل من محمد والأئمة، وأنه لولاهم ما خلق الله شيئًا".

وكتب الشيخ هاشم البحراني - أحد أعمدة علمائهم - كتابين كامليْن في هذا الباب:

"تفضيل الأئمة على الأنبياء".

"تفضيل علي على أولي العزم من الرسل".

 

5- زعم أن الأنبياء نالوا فضلهم بسبب ولاية علي

وصل الانحراف إلى ذروته في كتاب "الاختصاص" للشيخ المفيد (ص243)، حيث قال إمامهم:

"ما استوجب آدم أن يخلقه الله بيده إلا بولاية علي، ولا كلم الله موسى إلا بولاية علي، ولا أقام الله عيسى آية إلا بالخضوع لعلي..."، ثم قال:

"ما استأهل خلق من الله النظر إليه إلا بالعبودية لنا."

 

6- مخالفة صريحة للقرآن الكريم

هذه العقائد الباطلة تعارض قول الله تعالى:

{اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام:124]

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [النساء:64]

كما خالفت إجماع الأمة، فقد قال الطحاوي في عقيدته:

"ولا نفضّل أحدًا من الأولياء على أحد من الأنبياء".

 

7- التأصيل العقدي للغلو

لم تقف هذه الأفكار عند حدود الغلو الفردي، بل أصبحت من الأصول العقدية الثابتة لدى الإمامية الاثني عشرية، إذ إن الروايات التي نقلوها في هذا الباب كثيرة، ومتفق عليها بينهم، كما أقر بذلك كبارهم أمثال المجلسي، وابن بابويه، والمفيد، والبحراني.

 

خاتمة

إن موقف الشيعة الإمامية من الإيمان بالرسل يكشف مدى انحرافهم عن الإسلام الحق، وابتداعهم عقائد غالية تؤدي إلى تكفيرهم، كما حكم بذلك العلماء، وعلى رأسهم القاضي عياض، وشيخ الإسلام ابن تيمية. فليس بعد تقديم الأئمة على الأنبياء، واعتقاد أنهم أفضل منهم، إلا طريق الغلو والتأليه، وهو ما يجب التحذير منه.