من يدرس عقيدة الشيعة الإمامية بتجرد، يكتشف تطابقًا مدهشًا بين أفكارهم وعدد من عقائد المجوس، حتى إن كثيرًا من خرافات التشيع هي استنساخ مباشر لمرويات مجوسية قديمة، بل إن الصور التي ينشرها الشيعة لأئمتهم تُشبه ملامح الفرس أكثر من العرب، وهذا يدل على مدى تغلغل الروح المجوسية في بنية التشيع الإمامي.

بل أصبح من الصعب التمييز بين ما هو ديني في التشيع، وما هو قومي فارسي؛ فالمجوسية تماهت مع التشيع إلى درجة أن كثيرًا من الروايات والمفاهيم تكشف عن وحدة في المصدر والغاية. وفيما يلي بعض الأمثلة التي تدل على هذا التداخل:

أولًا: مهدي الشيعة… صورة "خسرو مجوس"

رغم ادعاء الشيعة أن مهديهم المنتظر عربي من نسل النبي ﷺ، إلا أن الروايات الشيعية صبغته بصبغة فارسية صريحة، ولقّبوه بـ"خسرو مجوس" أي "ملك المجوس". وتأتي هذه التسمية في كتاب النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجة الغائب للطبرسي، ج1، ص185، حيث ذُكر بالنص أن من أسمائه "خسرو" كما جاء في كتاب "جاويدان".

وقد تم تقديم هذا المهدي بوصفه منقذًا للفرس، ومن سيعيد مجدهم، وينتقم لهم من العرب الذين هدموا إمبراطوريتهم، مما يكشف عن طابع قومي فارسي لهذه العقيدة أكثر من كونه انتظارًا لمخلّص ديني.

ويؤكد ذلك كتب كثيرة منها:

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب (الجزء 1، ص429)

دانشنامه امام مهدي لمحمدي ري شهري (الجزء 1، ص142)

عوالم العلوم للبحراني (الجزء 1، ص395)

ماهنامه موعود، العدد 79، ص57

بل إن الفرس يدعونه أيضًا بـ"إيزد شناس" و"إيزد نشان"، كما ذكر الطبرسي في "النجم الثاقب" ج1، ص169، مما يعزز أن العقيدة المهدوية عند الشيعة محمّلة برموز قومية فارسية.

ثانيًا: حرمة سبّ المجوس وإباحة دم المسلمين

من المفارقات الخطيرة، أن روايات الشيعة تزخر بدعوات صريحة لقتل أهل السنة، واستحلال أعراضهم، واتهامهم، كما في كتبهم مثل وسائل الشيعة للحر العاملي (ج17، ص596-597).

وفي المقابل، تحذر نفس الروايات من سبّ المجوس أو الطعن فيهم، حتى لو مارسوا نكاح المحارم، بحجة أن هذا "نكاح في دينهم"!!

ففي رواية عن عبد الله بن سنان، أن رجلًا سبّ مجوسيًا عند الإمام الصادق، فزجره قائلاً: "أما علمت أن ذلك عندهم نكاح؟!" (وسائل الشيعة، الكافي، بحار الأنوار، مستدرك الوسائل...)

بل هناك كتب مثل:

فقه أهل البيت (ج37، ص239)

جامع أحاديث الشيعة (ج21، ص164)

الينابيع الفقهية (ج22، ص362)

تُصرّ على التقدير الظاهري للمجوس بحجة "الاحترام الديني"، بينما تُبيح في الوقت ذاته دماء أهل القبلة! وهذا يؤكد أن المجوسية أقرب لقلوب الروافض من المسلمين.

 

ثالثًا: كسرى أنوشيروان يدخل النار ولا يُعذّب؟!

كسرى أنوشيروان، إمبراطور المجوس، الذي مات قبل بعثة النبي ﷺ، جعلته الروايات الشيعية "ناجيًا من عذاب النار" بفضل "عدله" فقط، رغم موته على المجوسية!

وردت هذه القصة في منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (ج4، ص272)، حيث قيل إن الجمجمة النخرة التي وجدها عليّ بن أبي طالب في إيوان كسرى تحدثت، وقالت:

"أنا كسرى أنوشيروان... وقد نجوت من عذاب النار بعدلي بين الناس، لكني محروم من الجنة لأني لم أؤمن بمحمد"!!

هذه القصة الخيالية نُقلت كذلك في كتب عديدة منها:

بحار الأنوار (ج41، ص214)

الفضائل لشاذان القمي

البراهين القاطعة

عيون المعجزات

مدينة معاجز الأئمة

الأنوار العلوية

وإليك أبرز التناقضات في هذه الرواية:

1- لو صح هذا الكلام، فلا حاجة للإسلام أصلًا؛ فكل كافر عادل سيدخل الجنة أو على الأقل سينجو من النار!

2- كسرى مات والنبي ﷺ كان طفلًا، فكيف "همّ بالإيمان به" كما تدّعي الرواية؟! لم يُبعث بعد أصلًا!

3- من أين عرف كسرى أن عليًا "سيد الوصيين"؟! وهل المجوس يتلقون الوحي بعد موتهم؟!

4- إذا كان كسرى "رمز المجوس" لا يُعذّب، فهل ينال المجوس جميعهم هذا الامتياز؟ وأين العدل الإلهي؟

5- اختار الراوي أن يكون هذا كسرى "ميلاد النبي" وليس كسرى "بعثته" الذي مزّق رسالته ﷺ ودعا عليه النبي!

من الواضح أن القصد من هذه الأسطورة هو تمجيد المجوس، والربط العاطفي بينهم وبين رموز الشيعة، وغرس صورة "الشرف الفارسي" تحت عباءة التشيع.

 

خاتمة:

ما بين عقيدة "المهدي الفارسي"، وحرمة سبّ المجوس، وتمجيد كسرى، تظهر الحقيقة الصادمة: أن التشيع في جوهره امتداد ثقافي وسياسي للمجوسية، وأن المشروع الصفوي الرافضي ما هو إلا محاولة لبعث المجد الفارسي بلباس ديني. وقد صدق من قال: "المجوس والشيعة يخرجان من مشكاة واحدة".