من أخطر أساليب الفرق الضالّة في محاربة الإسلام وأهله، محاولتهم تزييف التاريخ والأحاديث النبوية لخدمة أهوائهم ومعتقداتهم الفاسدة. وقد برع بعضهم في اختلاق الروايات ونسبة الأكاذيب إلى العلماء لترويج باطلهم بين العامة. ومن بين هؤلاء من تظاهر بالعلم والوعظ والزهد، بينما كان يخدم منهج التشيّع الرافضي خفيةً. ومن أبرز هؤلاء سبط ابن الجوزي، الذي اشتهر بكتابه مرآة الزمان، وهو من الكتب التي حوت كثيراً من المناكير والأباطيل التي أنكرها عليه كبار أئمة الجرح والتعديل.
أقوال العلماء فيه:
قول الذهبي في "ميزان الاعتدال" (ج 4 ص 472):
يوسف بن قزغلي الواعظ المؤرخ شمس الدين، أبو المظفر، سبط ابن الجوزي.
روى عن جده وطائفة، وألف كتاب مرآة الزمان، فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات، وما أظنه بثقة فيما ينقله، بل يجنف ويجازف، ثم إنه ترفض، وله مؤلف في ذلك. نسأل الله العافية. مات سنة أربع وخمسين وستمائة بدمشق.
وقال: قال الشيخ محيى الدين السوسي: لما بلغ جدي موت سبط ابن الجوزي قال: لا رحمه الله، كان رافضياً. قلت: كان بارعاً في الوعظ ومدرساً للحنفية.
قول ابن حجر في "لسان الميزان" (ج 6 ص 328):
يوسف بن قزغلي الواعظ المؤرخ شمس الدين أبو المظفر سبط ابن الجوزي، روى عن جده وطائفة وألف كتاب مرآة الزمان، فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات، وما أظنه بثقة فيما ينقله، بل يجنف ويجازف، ثم أنه ترفض، وله مؤلف في ذلك، نسأله الله العافية. مات سنة أربع وخمسين وست مائة بدمشق.
ثم ذكر أن الشيخ محيي الدين السوسي لما بلغه موته قال: "لا رحمه الله، كان رافضياً."
قول ابن نقطة في "التكميل في الجرح والتعديل" (ج 2 ص 457):
يوسف بن قزغلي الواعظ، المؤرخ، شمس الدين، أبو المظفر سبط ابن الجوزي.
روى عن جده لأمه الشيخ أبي الفرج بن الجوزي وطائفة، وألف كتاب «مرآة الزمان» في التاريخ.
قال شيخنا الذهبي:
أتى فيه بمناكير الحكايات، وما أظنه بثقة فيما ينقله بل يحيف ويجازف، ثم إنه يترفض، وله مؤلف في ذلك نسأل الله العافية، مات سنة 654هـ بدمشق.
تحذير شيخ الإسلام ابن تيمية من كتاباته
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (ج 4 ص 98):
إن أراد ابن الجوزي العالم المشهور صاحب المصنفات الكثيرة أبا الفرج، فذلك كذب عليه.
وإن أراد سِبْطَهُ يوسف بن قِزُغْلي صاحب التاريخ المسمى «مرآة الزمان» وصاحب الكتاب المصنف في «الاثني عشر» الذي سماه «إعلام الخواص»، فهذا الرجل يذكر في مصنفاته أنواعاً من الغث والسمين، ويحتج في أغراضه بأحاديث كثيرة ضعيفة وموضوعة، وكان يصنف بحسب مقاصد الناس، يصنف للشيعة ما يناسبهم ليعوضوه بذلك، ويصنف على مذهب أبي حنيفة لبعض الملوك لينال بذلك أغراضه، فكانت طريقته طريقة الواعظ الذي قيل له: ما مذهبك؟ قال: في أي مدينة؟
ثم قال: ولهذا يوجد في بعض كتبه ثلب الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة – رضي الله عنهم – لأجل مداهنة من قصد بذلك من الشيعة، ويوجد في بعضها تعظيم الخلفاء الراشدين وغيرهم.
🟠 هذا النص يبين أن سبط ابن الجوزي كان متقلباً في ولائه ومذهبه، يكتب وفقاً لما يرضي من يدفع له أو يدعمه، مما يُسقط عدالته ويُبطل الاعتماد على رواياته.
المصادر
1) ميزان الاعتدال – للإمام الذهبي – (ج 4 ص 472)
2) لسان الميزان – لابن حجر العسقلاني – (ج 6 ص 328)
3) التكميل في الجرح والتعديل – لابن نقطة – (ج 2 ص 457)
4) منهاج السنة النبوية – لشيخ الإسلام ابن تيمية – (ج 4 ص 98)