السؤال:

ينتشر في بعض مقاطع اليوتيوب، خاصة عند بعض خطباء وشيوخ الطائفة الشيعية (الرافضة)، تفسيرٌ لآيات من القرآن الكريم يُسند فيها معنى "الرب" إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن ذلك:

تفسيرهم لقوله تعالى: ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا، بأن "ربها" المقصود به هو علي.

وتفسيرهم لقوله: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ، بأنه لقاء أمير المؤمنين علي.

وقولهم في تفسير: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا، بأن المقصود هو مجيء علي بن أبي طالب.

وعند مناقشتهم، يُبررون هذه الأقوال بأن "الرب" في اللغة لا تعني بالضرورة "رب العالمين"، بل قد تطلق على السيد والمالك والمربّي، ويقولون إنهم لا يعتقدون أن عليًّا هو الله، وإنما يقصدون المعاني اللغوية كالسيادة والولاية.

فهل يُعدّ هذا التأويل من شرك الربوبية؟ مع بيان الحكم الشرعي والتفصيل في هذه الشبهة، خاصة وأنها تستند من بعض الجوانب إلى دلالات لغوية؟

الجواب:                                  

الرد على الشبهة: هل تأويل "الرب" في الآيات على أنه علي رضي الله عنه من الشرك؟

أولًا: في إطلاق اسم "الرب"

اسم "الرب" إذا أُطلق مطلقًا دون قيد، فلا يجوز صرفه إلى غير الله عز وجل، فهو رب العالمين وحده لا شريك له. أما إذا قُيّد بالإضافة إلى شيء غير عاقل، كأن يُقال: "رب الدار"، أو "رب المال"، أو "رب الإبل"، فذلك جائز لغة وشرعًا، والمراد به المالك أو صاحب الشيء.

وقد بيّن الإمام النووي ذلك بقوله:

"قال العلماء: لا يُطلق الربّ بالألف واللام إلاّ على الله تعالى خاصة.

فأما مع الإضافة، فيقال: ربّ المال، ربّ الدار، وغير ذلك

وأما قول يوسف عليه السلام: (اذكرني عند ربك)، فقد قيل: خاطبه بما يعرف، وقيل: هذا من شرع من قبلنا."

أما إطلاق لفظ "ربي" من العبد لسيده (إذا كان عبدًا مملوكًا)، فقد كُره شرعًا، لما فيه من مشابهة لفظية مع ما يخص الله تعالى من أسماء، وإن كان السياق مختلفًا.

ثانيًا: تحريف الشيعة للقرآن

تحريف الرافضة للقرآن أمر مشهور ومعلوم، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لا يُعرف في علماء الأمة من يُعتد بقوله وكان رافضيًا، بل كل علماء الإسلام يطعنون في جهل الرافضة وضلالهم، وأنهم أبعد الطوائف عن الهدى، وقد جمع مذهبهم بين بدع الجهمية والقدرية والرافضة.

بل وصف شيوخهم بأنهم إما جهّال أو زنادقة، لا إمامة لهم في الفقه أو الحديث أو التفسير، وكتبهم مليئة بتحريف المعاني القرآنية ومخالفة إجماع الأمة.

ثالثًا: تفسيرهم للفظ "الرب" بعليّ

أشار د. ناصر القفاري إلى أن الرافضة يزعمون أن الآيات التي ورد فيها لفظ "الرب" المقصود بها عليّ بن أبي طالب، مثل:

  • ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا قالوا: بنور علي.
  • ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ قالوا: بلقاء علي.
  • ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ قالوا: جاء أمير المؤمنين.

ويستدلون على ذلك بأن لفظ "الرب" في اللغة قد يأتي بمعنى "السيد" أو "المالك"، وهذا تأويل باطل، لأن السياق في هذه الآيات صريح في ربوبية الله تعالى، ولا يحتمل غيره.

وقد استغل زنادقة هذا الباب ليصرفوا الناس عن ربهم، فجعلوا اسم "الرب" مختصًا بالله، اسمًا لعلي، وقد وصلت بعض فرق الشيعة إلى القول بربوبية عليّ حقيقة، والعياذ بالله.

وما هذه التأويلات إلا امتداد لضلال الزنادقة الأوائل، وقد حفظت كتب الاثني عشرية المعتمدة هذه النصوص المنكرة.