تعد فرقة الروافض من الفرق الضالة التي تعتمد على وضع الأحاديث واختلاقها لتحقيق أغراضها العقائدية والسياسية، بعيدًا عن المنهج الإسلامي الصحيح. وقد حذر علماء الإسلام من أخذ العلم عنهم أو الاعتماد على أحاديثهم، لما فيها من فساد في الدين وتشويه للرسالة. في هذا المقال نوضح الفرق بين الكذب المتعمد والخطأ غير المقصود عند الصالحين في نقل الحديث، مستندين لأقوال كبار العلماء مثل ابن حبان والحافظين، مع توضيح مثال عملي على ذلك من زمن الصحابة.
أولًا: تعريف الكذب والخطأ عند العلماء:
◘ قال ابن حبان والحافظون: «والحجازيون يطلقون الكذب على الخطأ»، ويقولون: "كذبت" أي "أخطأت" (الثقات 6/114 لابن حبان، لسان الميزان 1/208).
◘ وهذا يعني أن الكذب في بعض سياقات اللغة العربية القديمة لا يعني دائمًا الكذب المتعمد، بل يشمل الخطأ غير المقصود في النقل أو الفتوى.
ثانيًا: مثال عملي من زمن الصحابة:
◘ روى الحديث عن سبيعة بنت الحارث الأسلمية، حيث قال النبي ﷺ: «كذب أبو السنابل» (متفق عليه)
◘ المراد هنا أن أبو السنابل أخطأ في فتواه حول تصنع المرأة للأزواج بعد وضع حملها، حيث أفتاها بحرمة ذلك إلا بعد مرور أربعة أشهر وعشر، فتم وصف خطئه بالكذب على سبيل التعريف، لا على سبيل التعمّد.
ثالثًا: التوضيح العلمي للخطأ والكذب:
◘ الأخطاء غير المقصودة في الفتوى أو نقل الحديث ليست كذبًا متعمدًا، بل هي نتيجة ضعف الحفظ أو الفهم، وهي لا تنقص من صدق نية العالم أو من صلاحه.
علماء الإسلام يفرقون بين:
1) الكذب المتعمد: وهو إسناد حديث باطل أو تحريف النص.
2) الخطأ غير المقصود: وهو ما يحدث من الصالحين أو العلماء دون قصد، ويُطلق عليه أحيانًا "كذب" في اللغة العربية القديمة.
◘ هذا يوضح ضرورة التثبت في أخذ الحديث، والتمييز بين الصالحين وبين من يختلق الحديث كما يفعل الروافض.
رابعًا: الشبهة والرد عليها:
الشبهة:
قد يظن بعض الناس أن وصف العالم أو الصحابي بالكذب يعني أن قوله غير موثوق.
الرد:
◘ كما بين ابن حبان والحافظون، الكذب قد يطلق على الخطأ غير المقصود، وهذا لا يخرج الحديث عن الصدق أو لا ينقص من مكانة الراوي عند الله.
◘ أما الكذب المتعمد أو التحريف فهو ما يقوم به الروافض، الذين يضعون الأحاديث ويزعمون صحتها لتثبيت عقائدهم الباطلة.
المصادر:
1) الثقات، ابن حبان، ج6 ص114، دار الكتب العلمية، بيروت.
2) لسان الميزان، ابن حجر العسقلاني، ج1 ص208، دار المعرفة، بيروت.
3) متفق عليه، رواية سبيعة بنت الحارث الأسلمية، الحديث عن أبو السنابل.