عرف المسلمون منذ صدر الإسلام أن أهل السنة والجماعة هم حماة الدين وحفظة الشريعة، بينما انحرفت الفرقة الرافضية الضالّة عن جادة الصواب، فابتدعت في العقيدة، وكذبت على الله ورسوله، وملأت كتبها بالافتراءات والطعون في الصحابة والأئمة والعلماء. وليس مستغربًا أن نجدهم اليوم يطعنون في كبار أئمة الإسلام الذين أقام الله بهم الحجة وحفظ الدين، كالإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله، إمام الفقه واللغة والتفسير، وصاحب المذهب المعروف الذي سار عليه ملايين المسلمين عبر القرون.

إنّ ما يورده علماء الرافضة من طعون وافتراءات على أئمة الإسلام لا يصدر إلا عن حقدٍ دفينٍ في قلوبهم تجاه رموز السنّة الذين أبطلوا أباطيلهم وردّوا بدعهم، فهم لا يكتفون بالكذب في الأحاديث بل يتجاوزونه إلى الكذب في التاريخ والأنساب والأخلاق، وهو ما يتضح جليًا في طعنهم الشنيع في نسب الإمام الشافعي وأمه رحمها الله.

افتراء الرافضة على الإمام الشافعي

ولقد طعن الرافضة بالإمام الهمام العلم أبي عبد الله محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله وتجرأ أحد كبار أئمة الرافضة، وهو نعمة الله الجزائري، على مقام الإمام الشافعي رضي الله عنه، وادّعى زورًا أن الإمام الشافعي وُلد بعد غياب أبيه بخمس سنوات، زاعمًا بذلك اتهامًا باطلًا لأم الشافعي، والعياذ بالله! علما بأن الامام الشافعي قد مات سنة 204 هـ أي بمئات السنين قبل ولادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.

قال الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية:

"وذهب مخالفونا إلى أن مدة الحمل قد تكون خمس سنين أو أربع سنين، وذلك لأن محمد بن إدريس الشافعي قد سافر أبوه عن أمه وبقي عنها مدة كثيرة فولدت أم الشافعي وأتت به بعد خمس سنين من سفر أبيه، فلما بلغ الشافعي وفهم الحكاية ذهب إلى أن مدة الحمل قد تكون خمس سنين سترًا على ما صنعته أمه في غيبة أبيه."

الأنوار النعمانية – نعمة الله الجزائري – ج 2 ص 123 – 124.

وهذا من أشنع ما يمكن أن يُقال في حقّ إمامٍ من أئمة المسلمين، وهو بهتان عظيم وافتراء فاحش، يدل على الحقد العميق الذي يحمله الرافضة في صدورهم ضد أهل العلم من أهل السنة والجماعة.

الرد على الافتراء الرافضي

من المعلوم عند جميع المحدثين والمؤرخين أن الإمام الشافعي من بيت طيب النسب شريف الأصل، ينتهي نسبه إلى البيت الهاشمي، فهو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف، وهو قرشي مطلبي، يجتمع نسبه مع النبي ﷺ في عبد مناف.

ولد الإمام الشافعي رضي الله عنه بغزة سنة 150 هـ، ونشأ في مكة، وتوفي بمصر سنة 204 هـ. وكان إمامًا في الفقه والأصول، والحديث واللغة، والقرآن والتفسير.

 حتى قال فيه الإمام أحمد بن حنبل:

"الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس."

فكيف يُتّهم مثل هذا الإمام النقيّ بمثل هذا الكذب البشع؟!

إنّ ما افتراه نعمة الله الجزائري لا أصل له في كتب التاريخ، ولم يذكره أيّ مؤرخ مسلم، لا من السنة ولا من غيرهم، وإنما هو كذب صريح وتطاول على الأعراض، وهو دأب الرافضة الذين لا يتورّعون عن قذف العلماء واتهامهم بما لم يقل به أحد من أهل الإسلام.

🧭 منهج الرافضة في الطعن بأئمة أهل السنة

لم يكن الإمام الشافعي أول من طعنوا فيه، ولن يكون الأخير. فقد سبقه إلى ذلك:

الإمام أحمد بن حنبل: وصفوه بأنه ناصبي وعدوّ لأهل البيت.

الإمام البخاري: اتهموه بالتحامل على آل البيت.

الإمام الفخر الرازي: وصفوه بالزندقة والافتراء.

الإمام الدارقطني: رموه بالنصب كما فعلوا بغيره.