لم يكن خلاف أهل السنة مع الشيعة الإمامية مجرّد اختلافٍ في الفروع، بل هو خلاف في الأصول والعقيدة، فهم يطعنون في الصحابة الكرام، ويروون الأكاذيب على آل بيت النبي ﷺ، بل امتدّ حقدهم إلى أئمة الإسلام الأربعة الذين نشروا العلم ورفعوا راية الفقه الصحيح.
ومن أشدّ ما يُظهر ضلالهم وبغضهم لأهل السنة، ما ورد في كتبهم المعتمدة من لعنٍ صريحٍ للإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله، إمام أهل الرأي، وأحد أعلام الإسلام الذين حفظ الله بهم الدين.
وفي هذا المقال نعرض نصّ الرواية من كتاب الكافي الذي يُعدّ أصح كتب الشيعة بعد القرآن عندهم، ثم نحلّلها علميًا وتاريخيًا لنُبيّن موقفهم الحقيقي من أئمة الأمة.
نص الرواية كما ورد في كتاب الكافي:
الكافي – علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن سماعة بن مهران عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال:
قلت: أصلحك الله، إنّا نجتمع فنتذاكر ما عندنا، فلا يرد علينا شيء إلا وعندنا فيه شيء مسطّر، وذلك مما أنعم الله به علينا بكم، ثم يرد علينا الشيء الصغير ليس عندنا فيه شيء، فينظر بعضنا إلى بعض، وعندنا ما يشبهه فنقيس على حسنه؟
فقال: وما لكم وللقياس؟ إنما هلك من هلك من قبلكم بالقياس، ثم قال: إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا به، وإن جاءكم ما لا تعلمون منها – وأهوى بيده إلى فيه – ثم قال: لعن الله أبا حنيفة، كان يقول: قال علي وقلت أنا، وقالت الصحابة وقلت، ثم قال: أكنت تجلس إليه؟
فقلت: لا، ولكن هذا كلامه، فقلت: أصلحك الله، أتى رسول الله ﷺ الناس بما يكتفون به في عهده؟ قال: نعم، وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة. فقلت: فضاع من ذلك شيء؟ قال: لا، هو عند أهله.
