من المعلوم عند أهل السنّة والجماعة أن الشيعة فرقة ضالّة ابتعدت عن جادة الإسلام الحق، وامتلأت كتبهم بالأحاديث الموضوعة والمكذوبة التي تخدم أهواءهم ومعتقداتهم الباطلة. ومن ذلك ما نسبوه زورًا إلى الأئمة الأربعة، وخصوصًا الإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله – الذي يُعد من كبار علماء الأمة ومن أئمة الفقه والعقيدة الذين نشروا نور الإسلام بعلمهم وفقههم الراسخ.

يحاول الشيعة في كتبهم إظهار أبي حنيفة على أنه “ناصبي” – أي معادٍ لأهل البيت – وهذه فرية عظيمة لا تستند إلى أي دليل صحيح، بل إلى روايات مكذوبة وضعها غلاتهم للطعن في رموز أهل السنّة، وإيهام عوامهم بأن كل من لم يتبع أئمتهم الاثني عشر فهو عدوٌّ لهم. وفي هذا المقال نكشف زيف هذه المزاعم ونُظهر الحقائق بالأدلة.

المصدر: كتاب الكافي الجزء 8 صفحة 292 حديث نوح يوم القيامة

🧾 النص الشيعي الذي يزعم أن الإمام أبا حنيفة “ناصبي:

جاء في كتاب الكافي (وهو أهم كتب الشيعة وأوثقها عندهم):

الشيعة يزعمون أن أبو حنيفة ناصبي وهذا خداع وكذب بل كان سني من اهل السنة والجماعة واحد الفقاء الاريعة لازالت كتبه الى الان نور لكل مسلم

447 - علي، عن أبيه، عن الحسن بن علي. عن أبي جعفر الصائغ، عن محمد بن مسلم قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده أبو حنيفة فقلت له: جعلت فداك رأيت رؤيا عجيبة فقال لي: يا ابن مسلم ها تها فإن العالم بها جالس وأومأ بيده إلى أبي حنيفة، قال: فقلت: رأيت كأني دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت علي فكسرت جوزا كثيرا ونثرته علي، فتعجبت من هذه الرؤيا فقال: أبو حنيفة أنت رجل تخاصم و تجادل لئاما (4) في مواريث أهلك فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها إن شاء الله، فقال:أبو عبد الله (عليه السلام): أصبت والله يا أبا حنيفة، قال: ثم خرج أبو حنيفة عن عنده، فقلت: جعلت فداك إني كرهت تعبير هذا الناصب، فقال: يا ابن مسلم لا يسؤك الله، فما يواطىء تعبيرهم تعبيرنا ولا تعبيرنا تعبيرهم وليس التعبير كما عبره، قال: فقلت له: جعلت فداك فقولك: أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ؟ قال: نعم حلفت عليه أنه أصاب الخطأ، قال: فقلت له: فما تأوليها؟ قال: يا ابن مسلم إنك تتمتع بامرأة فتعلم بها أهلك فتمزق عليك ثيابا جددا فإن القشر كسوة اللب، قال ابن مسلم: فوالله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا إلا صبيحة الجمعة فلما كان غداة الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرت بي جارية فأعجبتني فأمرت غلامي فردها ثم أدخلها داري فتمتعت بها فأحست بى و بها أهلي فدخلت علينا البيت فبادرت الجارية نحو الباب وبقيت أنا فمزقت علي ثيابا جددا كنت ألبسها في الأعياد.

وجاء موسى الزوار العطار (1) إلى أبى عبد الله (عليه السلام) فقال له: يا ابن رسول الله رأيت رويا هالتني، رأيت صهرا لي ميتا وقد عانقني، وقد خفت أن يكون الأجل قد اقترب، فقال: يا موسى: توقع الموت صباحا ومساءا فإنه ملاقينا ومعانقة الأموات للأحياء أطول لأعمارهم فلما كان اسم صهرك؟ قال: حسين فقال: أما إن رؤياك تدل على بقائك وزيارتك أبا عبد الله (عليه السلام) فإن كل من عانق سمي الحسين يزوره إن شاء الله.

 

الردّ على هذه الرواية الباطلة

 

أولًا: من حيث السند والمصدر:

الرواية منقولة من الكافي للكليني، وهو كتاب غير موثوق عند أهل السنة، بل حتى كبار مراجع الشيعة أنفسهم يقرّون بوجود الموضوعات فيه، إذ قال المجلسي في مقدمة «مرآة العقول»: “الكافي ليس كله صحيحًا، بل فيه الصحيح والضعيف”.

كما أن في سند الرواية مجاهيل وضعفاء مثل: محمد بن مسلم - أبو جعفر الصائغ....

ثانيًا: من حيث المتن والمضمون

من غير المعقول أن يُجالس الإمام جعفر الصادق رجلًا “ناصبيًا” ويُقرّه أمام أصحابه ويصفه بأنه “أصاب”، ثم بعد خروجه يصفه بالكفر أو النصب!

هذه التناقضات تكشف أن الرواية موضوعة لتشويه صورة الإمام أبي حنيفة.

ثالثًا: منزلة أبي حنيفة في الإسلام

الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت من أهل السنّة والجماعة، ومن أئمة الفقه الأربعة الذين حفظ الله بهم الدين. وقد أثنى عليه كبار العلماء مثل: الشافعي والذهبي

رابعًا: حقيقة موقف أبي حنيفة من آل البيت

كان الإمام محبًا لآل البيت، بل دافع عنهم، ورفض العمل مع خلفاء بني أمية لأجل مظالمهم. وقد قال عنه الإمام جعفر الصادق نفسه في رواية صحيحة عند أهل السنّة.