من أبرز الوسائل التي استخدمها الشيعة – تلك الفرقة الضالة الخارجة عن جماعة المسلمين – في محاربة أهل السنة وتشويه تاريخ الإسلام، تحريف النصوص التاريخية والأحاديث النبوية لخدمة مذهبهم القائم على الغلو في آل البيت والطعن في الصحابة رضي الله عنهم. ولقد كان من أبرز أدواتهم في ذلك بعض المؤرخين الشيعة الذين سعوا لتثبيت معتقداتهم المنحرفة في ثنايا كتب التاريخ، لتبدو في أعين العامة وكأنها من الحقائق الثابتة. ومن هؤلاء أحمد بن أبي يعقوب، المعروف باليعقوبي، الذي يعدّ من أوائل من دسّ السم في الدسم عبر تاريخه المشهور الذي نُسب زورًا إلى النزاهة والحياد.
إنّ بيان حقيقة هؤلاء المؤرخين ومناهجهم المنحرفة واجب على أهل السنة، حتى تستبين سبيل المجرمين كما قال تعالى: فمن لا يميز بين مؤرخ نزيه وآخر متعصب، يقع في فخ الروايات الباطلة التي لا تمتّ للحق بصلة.
الشبهة والرد عليها
الشبهة:
يحتج بعض الشيعة بتاريخ اليعقوبي على صحة عقيدتهم في الإمامة والولاية، زاعمين أن رواياته تثبت «النص على علي» رضي الله عنه وأن الصحابة خالفوا أمر النبي ﷺ.
الرد:
هذه دعوى باطلة، لأنّ اليعقوبي شيعي منحاز، وشهادته على ما يخالف مذهبه غير مقبولة شرعًا ولا عقلاً. وقد أجمع علماء الجرح والتعديل أن الرواية لا تُقبل ممن عرف بالتشيع والرفض، خصوصًا إذا روى ما يؤيد بدعته.
كما أنّ هذه الروايات لم ترد في كتب السنة المعتبرة، ولم يصح منها شيء بإسناد صحيح.
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله:
«الروايات التي يعتمدها الرافضة في الإمامة والوصاية كلها كذب على رسول الله ﷺ.»
من هو اليعقوبي؟
هو أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح العباسي الكاتب، المكنى بابن واضح والمعروف بـاليعقوبي، وكان من المؤرخين والرحالة الشيعة. وُلد في بيئة عباسية متأثرة بأفكار التشيع، وتوفي سنة 284 هـ.
صاحب كتابين شهيرين:
· تاريخ اليعقوبي
· كتاب البلدان
وقد طبع كتاب البلدان في ليدن ثم في النجف سنة 1357 هـ، كما طبع تاريخه في جزءين عام 1883م.
شهادة علماء الشيعة على تشيعه:
قال آقا بزرگ الطهراني في الذريعة إلى تصانيف الشيعة (ج3 ص296-297):
«(تاريخ اليعقوبي) للمؤرخ الرحالة أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح الكاتب العباسي المكنى بابن واضح والمعروف باليعقوبي المتوفى سنة 284... وفيه أن ابن واضح شيعي المذهب، وفي (اكتفاء القنوع) أن اليعقوبي كان يميل في غرضه إلى التشيع دون السنية.»
وهذه شهادة من كبار علماء الشيعة أنفسهم تثبت انتماءه المذهبي، وتفضح تلاعبهم بالروايات التاريخية لخدمة توجهاتهم الطائفية. فليس غريبًا إذًا أن يمتلئ تاريخه بالمبالغات حول فضل آل البيت وذمّ الصحابة، في انسجام تام مع العقيدة الرافضية.
أثر التشيع على تاريخه
من يقرأ تاريخ اليعقوبي يجد بوضوح أثر الهوى المذهبي، فهو ينتقي من الأخبار ما يخدم مذهب التشيع ويُغفل عمداً ما يثبت فضل الصحابة، بل ويطعن في خلفاء المسلمين الراشدين تلميحًا أو تصريحًا.
فهو – مثلاً – يتجاهل إنجازات أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ويُضخِّم مناقب علي رضي الله عنه على حساب غيره، وهي منهجية شيعية معروفة هدفها إعادة صياغة التاريخ الإسلامي من منظور رافضي.
المصادر:
1) آقا بزرگ الطهراني، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج3 ص296-297.
2) اكتفاء القنوع في أخبار الملوك والخلفاء.
3) ابن تيمية، منهاج السنة النبوية.
4) الذهبي، سير أعلام النبلاء.