يُعَدّ يونس بن عبد الرحمن أحد الشخصيات المثيرة للجدل في التراث الشيعي الإمامي، حيث تناقضت الروايات حول مكانته، فتارة يُمدَح ويُرفع شأنه، وتارة يُذَم ويُتبرّأ منه. ويكشف هذا التناقض إشكاليةً عميقة في مصداقية كتب الشيعة الحديثية، خاصةً عندما ينسب الذم أو المدح إلى الأئمة المعصومين بحسب اعتقادهم. وفي هذا المقال سنستعرض النصوص الواردة في ذم يونس بن عبد الرحمن من أهم كتب الشيعة، مع تحليل أقوال كبار علمائهم، لإظهار حقيقة التناقض الذي يعصف بعقيدتهم ورواياتهم.
قال الشيخ الصدوق في أماليه:
426 / 3 – حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن العباس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، قال: كتبتُ إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا (عليهم السلام): جعلتُ فداك، أُصلّي خلف من يقول بالجسم، ومن يقول بقول يونس بن عبد الرحمن؟
فكتب (عليه السلام): لا تُصلّوا خلفهم، ولا تُعطوهم من الزكاة، وابرَؤوا منهم، برئَ الله منهم.
الأمالي – الصدوق – ص 351 – 352.
هذه الرواية صريحة في النهي عن الصلاة خلف من يقول بقول يونس بن عبد الرحمن، بل وفي البراءة منه.
من مختارات السقيفة: |
¨ جماع الزوجتين بفراش واحد عند الشيعة
¨ إله الخميني المزعوم والطعن في الصحابة
¨ تحريف الشيعة آية ﴿نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾ لتبرير وجود إمام
¨ الولاية ليست شرطا لدخول الجنة
¨ محبة النبي ﷺ وغلو الصوفية بين الاتباع والابتداع
¨ العين في القرآن بين الإفراد والجمع
¨ تغلغل المجوسية في التشيع (الغلو في سلمان وتقديس رموز الفرس)
¨ القرامطة وخياناتهم عبر التاريخ
تعليق الوحيد البهبهاني على الرواية
قال الوحيد البهبهاني في تعليقه على منهج المقال:
قوله يونس بن عبد الرحمن… مضى في زرارة عن ابن طاووس أنه مختلف، وفي أمالي الصدوق في الصحيح عن عليّ بن مهزيار كتبتُ إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا (عليه السلام): جعلتُ فداك أُصلّي خلف من يقول بالجسم وخلف من يقول بقول يونس – يعني عبد الرحمن –؟ فكتب (عليه السلام): لا تُصلّوا خلفهم، ولا تُعطوهم من الزكاة، وأبرَؤوا منهم، برئَ الله منهم. والسند في غاية الصحّة.
تعليقة على منهج المقال – الوحيد البهبهاني – ص 366.
وهنا يقرّ البهبهاني بأن سند الرواية صحيح، وأن الذم ليونس ثابت.
دلالة الرواية وتناقض المذهب
من المعلوم أن يونس بن عبد الرحمن يُعَدّ في بعض المصادر الشيعية من أوثق الرواة وأكثرهم جلالة، حتى أن الكشي وغيره ذكروا له مديحاً وثناءً. ومع ذلك نجد هذه النصوص الصريحة في ذمّه والبراءة منه، بل والنهي عن الصلاة خلفه.
وهذا التناقض يُثير تساؤلات جوهرية:
♦ كيف يكون الراوي في وقتٍ ما "جليلاً ثقةً" ثم يُلعَن ويُتبرّأ منه في وقت آخر؟
♦ كيف يثق الشيعة بروايات من وُصِف بهذه الأوصاف المتناقضة؟
♦ أين العصمة المزعومة للأئمة إذا نُسِب إليهم المدح والذم لنفس الشخص؟
الخاتمة
إن ما ورد في كتب الشيعة من ذم يونس بن عبد الرحمن يكشف التناقض الواضح في منهجهم الروائي، ويُبرز مدى اضطراب المرويات التي ينسبونها إلى الأئمة. وهذا يجعل الاعتماد على هذه الروايات أمراً محفوفاً بالشك، ويُضعف الثقة في مصداقية المذهب الإمامي الذي يتبنّى مثل هذه المصادر