الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وجعل أعداء الإسلام مهما كادوا ومكروا لا يطفئون نور الله، قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِـُٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَ﴾.
لقد برز في العصر الحديث عدد من الكتّاب والأدباء الذين تبنّوا أفكار المستشرقين الغربيين، وأخذوا يطعنون في الإسلام وتاريخه ورجاله، ويشوّهون صورة الصحابة والتابعين، بل ويطعنون في القرآن الكريم نفسه. ومن أبرز هؤلاء: طه حسين، الذي لُقِّب بـ"عميد الأدب العربي"، لكنه في مؤلفاته الفكرية والأدبية كان أداةً خطيرة في يد الاستعمار الثقافي الغربي لبثّ الشكوك والتشكيك في الثوابت الإسلامية.
مقالات السقيفة ذات صلة: |
عند الشيعة الرسول ذهب عقله كاد عقلة أن يطير علي رضي الله عنه يعطل حد اللواط في كتب الرافضة |
طه حسين كاتب وأديب مصري:
انتهج عقيدة ومبادئ المستشرقين الغربيين في نظرته وتناوله للإسلام.
لُقِّب بـ"عميد الأدب العربي"، وُلد في 14 نوفمبر 1889، في عزبة الكيلو قرب مغاغة بمحافظة المنيا في الصعيد، وكان السابع بين ثلاثة عشر أخاً. أصيب في طفولته بمرض الرمد، وفقد بصره كلياً.
قدم إلى القاهرة سنة 1902 لطلب العلم في الأزهر، ومكث فيه ثماني سنوات دون أن يحصل على شهادة العالمية. ثم التحق بالجامعة المصرية (الأهلية) سنة 1908، ونال درجة الدكتوراه برسالة عنوانها ذكرى أبي العلاء في 15 مايو 1914.
سافر إلى فرنسا وانتسب إلى جامعة مونبلييه، ثم إلى جامعة السوربون حيث أمضى أربع سنوات (1915–1919). عاد بعدها إلى مصر، وتولى مناصب أكاديمية وثقافية، ثم عُيِّن وزيراً للتعليم، وتوفي في 28 أكتوبر 1973 بالقاهرة.
مؤلفاته:
من أبرز كتبه: على هامش السيرة، الأيام، حديث الأربعاء، مستقبل الثقافة في مصر، الوعد الحق، في الشعر الجاهلي، المعذبون في الأرض، صوت أبي العلاء، دعاء الكروان، فلسفة ابن خلدون الاجتماعية، الديمقراطية في الإسلام، طه حسين والمغرب العربي.
كان أحد رموز نشر الثقافة الغربية وتشويه تاريخ وتراث الحضارة الإسلامية، ومن الذين سعوا إلى إعادة كتابة التاريخ الإسلامي وتزييفه مع أمثال: طه حسين، عبد الرحمن الشرقاوي، جرجي زيدان.
انحرافاته الفكرية:
◘ في كتابه حديث الأربعاء افترى على القرن الثاني للهجرة فوصفه بأنه عصر شك ومجون، مع أن فيه كبار الأئمة والتابعين مثل أبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل والحسن البصري.
◘ في كتابه في الشعر الجاهلي طعن في القرآن الكريم صراحة، وفي نسب النبي ﷺ.
ففي الصفحة (26) قال:
"للتوراة أن تحدّثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدّثنا عنهما أيضاً، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي فضلاً عن إثبات هذه القصة ..."
مقالات السقيفة ذات صلة: |
هل قول ابن القيِّم في فناء النار صحيح؟ |
كما طعن في القراءات السبع الثابتة، وزعم أنها من اختراع العرب لتسهيل قراءة القرآن.
وفي الصفحة (27) طعن في نسب النبي ﷺ قائلاً إن الناس "اختلقوا نسبه لرفع شأنه..." إلى آخر ما قاله من كلام باطل.
فضحه العلماء:
اتهمه كثير من النقاد بسرقة مؤلفاته من مفكرين غربيين. ومن أبرز من ردّ عليه الأستاذ محمود محمد شاكر، حيث قال:
1- كان يسطو على أعمال غيره سطواً واضحاً.
2- لم يكن بصيراً بالشعر ولا يحسن تذوقه.
3- كان منطقه مختلاً، ويغطي ضعفه بالتكرار والثرثرة.
(موسوعة الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة 1-29 / 51-133).
حقيقة مشروعه الفكري
ما خطّطه طه حسين كان بدفع من الاستعمار الغربي الصليبي، وكان مصراً على أن مستقبل مصر مرتبط بالغرب، فقال:
"على مصر أن تقطع كل صلاتها بالعروبة والإسلام، فثقافتها أوروبية، وهي أقرب إلى الإغريق، ويجب أن تنقل الحضارة الغربية بحلوها ومرّها، ذلك هو قدر مصر الذي لا فكاك منه."