من أبرز الحقائق التي يحاول كثير من أتباع التشيع إنكارها أو التغطية عليها أنّ الأئمة أنفسهم من الحسين رضي الله عنه إلى الباقر والصادق والكاظم قد شكوا مرّ الشكوى من شيعتهم، وصرّحوا ببراءتهم منهم، بل ودعوا عليهم بسبب غدرهم وخذلانهم وكثرة أكاذيبهم. وقد حفظت لنا كتب الشيعة المعتبرة هذه النصوص، لتكون شاهداً على حقيقة موقف الأئمة من شيعتهم، وتكشف أنّ هؤلاء الذين يزعمون الولاء كانوا أوّل من خذل وأوّل من غدر. في هذا المقال نعرض مجموعة من النصوص من مصادر شيعية أصيلة، تكشف هذه الحقيقة المؤلمة، وتبين أنّ الأئمة أنفسهم كانوا ساخطين على شيعتهم.

دعاء الإمام الحسين رضي الله عنه على الشيعة:

لقد دعا الإمام الحسين رضي الله عنه على شيعته بعدما غدروا به وخذلوه فقال:

"اللهم إن متعتهم إلى حين ففرّقهم فرقاً (أي شيعاً وأحزاباً) واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض الولاة عنهم أبداً، فإنهم دعونا لينصرونا، ثم عدوا علينا فقتلونا".

(الإرشاد للمفيد ص241، إعلام الورى للطبرسي ص949، كشف الغمة )

موقف الإمام زين العابدين علي بن الحسين رحمه الله من الشيعة:

قال علي بن الحسين رضي الله عنهما:

"إن اليهود أحبوا عزيراً حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عزير منهم ولا هم من عزير.
وإن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عيسى منهم ولا هم من عيسى.

وأنا على سنة من ذلك، إن قوماً من شيعتنا سيحبونا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير وما قالت النصارى في عيسى، فلا هم منا ولا نحن منهم".

ثم قال: إن شيعته خذلوه وتركوه، ولم يبق منهم إلا خمسة كما في بعض الروايات، أو ثلاثة كما نقل جعفر بن الباقر:

"ارتد الناس بعد قتل الحسين إلا ثلاثة: أبو خالد الكابلي، ويحيى بن أم الطويل، وجبير بن مطعم".

وزاد يونس بن حمزة: "وجابر بن عبد الله الأنصاري"

["رجال الكشي" ص113].

الإمام الباقر وابنه الصادق ويأسهما من الشيعة

قال الإمام محمد الباقر رحمه الله:

"لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلثاهم لنا شكاكاً، والثلث الآخر أحمق".

["رجال الكشي" ص179].

وأشار إلى أنّ المخلصين من الشيعة قلة قليلة لا يتجاوزون أربعة أو خمسة. بل حتى هؤلاء لم يسلموا من لعناته وانتقاداته. فقد روي عن الإمام الصادق قوله:

"لعن الله بريداً، لعن الله زرارة".

["رجال الكشي" ص134].

كما قال عن أبي بصير:

"إن الكلاب كانت تشغر في وجه أبي بصير".

["رجال الكشي" ص155].

وقد صرّح الإمام الصادق بشدة شكواه من شيعته فقال:

"أما والله لو أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم حديثاً".

["الأصول من الكافي" ج1 ص496].

وقال أيضاً:

"ما وجدت أحداً يقبل وصيتي ويطيع أمري إلا عبد الله بن يعفور".

["رجال الكشي" ص213].

وصف الإمام موسى الكاظم للشيعة:

أمّا الإمام موسى الكاظم فقد قدّم وصفاً بالغ الشدة لحال شيعته فقال:

"لو ميّزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة، ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين، ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد، ولو غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلا ما كان لي. إنهم طالما اتكؤوا على الأرائك، فقالوا: نحن شيعة علي".

["الروضة من الكافي" ج8 ص228].

الخلاصة

تدلّ هذه النصوص على أن الأئمة أنفسهم كانوا ناقمين على شيعتهم، واصفين لهم بالغدر، والكذب، والنفاق، وقلة الدين. فالحسين رضي الله عنه دعا عليهم، وزين العابدين تبرأ من غلوهم، والباقر والصادق أظهروا يأسهم منهم، والكاظم حكم عليهم بالردة إلا القليل. وبذلك يثبت أن ما يُروّجه الشيعة من كونهم أنصار الأئمة كذب وتزييف، بينما التاريخ يشهد أنهم أول من خذل وغدر.