تحتل شخصية يوسف عليه السلام مكانة عظيمة في القرآن الكريم، حيث قص الله علينا قصته كاملة في سورة يوسف، وجعلها مثالًا للصبر والعفة وتحقيق وعد الله. غير أن بعض كتب التراث الشيعي، مثل علل الشرائع للشيخ الصدوق، أوردت روايات غريبة تفسر سبب عدم خروج أنبياء من نسل يوسف عليه السلام بعقوبة إلهية بسبب موقفه مع أبيه يعقوب عليه السلام عند لقائهما في مصر.

 فقد ورد أن يوسف لم ينزل عن دابته أو لم يترجل أمام أبيه حين استقبله، فعاقبه الله بحرمان نسله من النبوة.

هذه المرويات تثير إشكالات عقدية خطيرة، إذ إنها توحي بتقصير من نبي كريم اصطفاه الله وابتلاه ثم أكرمه بالملك، وهو الذي ضرب أروع الأمثلة في البر بوالديه. فهل يعقل أن يسيء يوسف لأبيه بهذه الصورة؟ وهل يجوز القول إن الله عاقب نبيًا بقطع النبوة عن عقبه لمثل هذا السبب؟ إن سياق القرآن الكريم يظهر لنا صورة مغايرة تمامًا، حيث جمع الله ليعقوب وأبنائه الكرامة والفرح بعودة يوسف، ولم يذكر أي عتاب أو عقوبة. بل على العكس، جاء ختام القصة بتمكين يوسف وتحقق رؤياه التي قصها في طفولته 

1- أبى رحمه الله قال: 

 حدثنا احمد بن إدريس ومحمد بن يحيى العطار عن محمد بن احمد بن يحيى، عن يعقوب بن يزيد، عن غير واحد، رفعوه إلى أبي عبد الله " ع " قال: لما تلقى يوسف يعقوب ترجل له يعقوب ولم يترجل له يوسف فلم ينفصلا من العناق حتى أتاه جبرئيل فقال له: يا يوسف، ترجل لك الصديق، ولم تترجل له، ابسط يدك، فبسطها فخرج نور من راحته، فقال له يوسف: ما هذا؟ قال: هذا آية لا يخرج من عقبك نبي عقوبة.

حدثنا احمد بن إدريس ومحمد بن يحيى العطار عن محمد بن احمد بن يحيى، عن يعقوب بن يزيد، عن غير واحد، رفعوه إلى أبي عبد الله " ع " قال: لما تلقى يوسف يعقوب ترجل له يعقوب ولم يترجل له يوسف فلم ينفصلا من العناق حتى أتاه جبرئيل فقال له: يا يوسف، ترجل لك الصديق، ولم تترجل له، ابسط يدك، فبسطها فخرج نور من راحته، فقال له يوسف: ما هذا؟ قال: هذا آية لا يخرج من عقبك نبي عقوبة.

علل الشرائع للصدوق الجزء الأول ص 55

باب 47 - العلة التي من أجلها لم يخرج من صلب يوسف نبي

2- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه:

 

 عن محمد بن يحيى العطار، عن الحسين ابن الحسن بن أبان، عن محمد بن أورمة، عن محمد بن أبى عمير، عن هشام بن سالم، عن أبى عبد الله " ع " قال: لما أقبل يعقوب إلى مصر خرج يوسف " ع " ليستقبله، فلما رآه يوسف هم بأن يترجل ليعقوب، ثم نظر إلى ما هو فيه من الملك، فلم يفعل، فلما سلم على يعقوب نزل عليه جبرئيل فقال له: يا يوسف إن الله تبارك وتعالى يقول لك: ما منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح إلا ما أنت فيه ابسط يدك فبسطها فخرج من بين أصابعه نور، فقال له ما هذا يا جبرئيل، فقال هذا آية لا يخرج من صلبك نبي أبدا عقوبة لك بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل إليه.

علل الشرائع للصدوق الجزء الأول ص 55

باب 47 - العلة التي من أجلها لم يخرج من صلب يوسف نبي