عثمان بن عفان رضي الله عنه الخليفة الراشد الثالث، وصاحب المكانة الرفيعة في الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة. لُقِّب بـ"ذي النورين" لزواجه من ابنتي رسول الله ﷺ، وجمعت سيرته بين الصحبة والصهر والجهاد والبذل في سبيل الله. بويع له بالخلافة بعد استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 23هـ، فشهدت الأمة في عهده فتوحات واسعة شرقًا وغربًا، وازدهرت الدولة الإسلامية سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا.

ويمثل عثمان رضي الله عنه نموذجًا فريدًا في العبادة والحياء والكرم، وقد وردت في فضله نصوص كثيرة من القرآن والسنة، تُظهر مكانته في الإسلام، وشهادات النبي ﷺ له بالجنة، وبيان مظلوميته في مقتله. عثمان بن عفان رضي الله عنه الخليفة الراشد الثالث، وصاحب المكانة الرفيعة في الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة. لُقِّب بـ"ذي النورين" لزواجه من ابنتي رسول الله ﷺ، وجمعت سيرته بين الصحبة والصهر والجهاد والبذل في سبيل الله. بويع له بالخلافة بعد استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 23هـ، فشهدت الأمة في عهده فتوحات واسعة شرقًا وغربًا، وازدهرت الدولة الإسلامية سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا.

ويمثل عثمان رضي الله عنه نموذجًا فريدًا في العبادة والحياء والكرم، وقد وردت في فضله نصوص كثيرة من القرآن والسنة، تُظهر مكانته في الإسلام، وشهادات النبي ﷺ له بالجنة، وبيان مظلوميته في مقتله 

مبايعته بالخلافة:

  بويع له بالخلافة بعد مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 23 هـ، في عهده رضي الله عنه فتحت أرمينية وأذربيجان وإصطخر والإسكندرية وسابور وطبرستان ودُرُبجرْد وكرمان وسجستان، ثم الأساورة وإفريقية وبدأ غزو الروم براً وبحراً، وفتحت جزيرة قبرص، وفي سنة 27هـ أرسل حملة بحرية لغزو سواحل الأندلس، وهو أول من فكر في فتح القسطنطينية واقتحام أوربا عن طريق إسبانيا للوصول إليها، وكان أمره بغزو سواحل إسبانيا لهذه الغاية.

  كانت مدّة ولايته رضي الله عنه وأرضاه إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً، واستشهد وله تسعون أو ثمان وثمانون سنة. ودفِنَ رضي الله عنه بالبقيع.

  ذكر بعض المؤرخين أنه لما قتل نزل دمه على قوله تعالى: ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ﴾، لذا فإن جميع من شارك في قتله مات مقتولاً حتى محمد بن أبي بكر الصديق قتل في مصر وآخر أثنين قتلهم الحجاج بن يوسف الثقفي أيام ولايته.

  قال عثمان رضي الله عنه:

 إن الله عز وجل بعث محمداً بالحق، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله، وآمن بما بُعِثَ به محمدٌ، ثم هاجرت الهجرتين وكنت صهْر رسول الله وبايعتُ رسول الله فوالله ما عصيتُه ولا غَشَشْتُهُ حتى توفّاهُ الله عز وجل.

 

فضائله رضي الله عنه:

 

نحصر فضائله رضي الله عنه وهي كثيرة قدر الإمكان وقد مر بعضها:

الفضيلة الأولى: تزوج ببنتين من بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال العلماء: ولا يعرف أحد تزوج ببنتي نبي غيره، ولذلك سمي بذي النورين.

الفضيلة الثانية: أنه من السابقين الأولين، وأول المهاجرين، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو عنهم راضٍ، وأحد الصحابة الذين جمعوا القرآن.

الفضيلة الثالثة: روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مائة حديث وستة وأربعين حديثاً.

الفضيلة الرابعة: أمه أروى بنت كريز بن ربيعة كانت عمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبذلك نال فضل القربة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما نال فضل الصهر والصحبة.

الفضيلة الخامسة: قال ابن إسحاق: (أول الناس إسلاماً بعد أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة)[1].

الفضيلة السادسة: أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة بأهله، ولذا قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط)[2].

الفضيلة السابعة: شهد له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان أشبه الناس بإبراهيم عليه السلام، كما جاء عن عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: (لما زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابنته أم كلثوم قال لها: إن بعلك أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد)[3] وجاء عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إنا نشبه عثمان بأبينا إبراهيم)[4].

الفضيلة الثامنة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشاد بحيائه، فقد أخرج الشيخان عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع ثيابه حين دخل عثمان رضي الله عنه وقال: (ألا أستحيي من رجل تستحي منه الملائكة).

الفضيلة التاسعة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشره بالجنة في أكثر من مرة، من ذلك ما ذكره البخاري عن أبي عبد الرحمن السلمي (أن عثمان حين حوصر أشرف على الناس فقال: أنشدكم بالله! ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم! ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزتهم؟ ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من حفر بئر رومة فله الجنة؟ فحفرتها، فصدقوه بما قال)[5].

وما ذكره الترمذي عن عبد الرحمن بن خباب أنه قال: (شهدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يحث على جيش العسرة، فقال عثمان بن عفان: يا رسول الله علي مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش فقال عثمان: يا رسول علي مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش فقال عثمان: يا رسول الله علي ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: «ما على عثمان ما عمل بعد هذه شيء)[6].

الفضيلة العاشرة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خصه بالسفارة إلى قريش يوم الحديبية، ولما حضرت بيعة الرضوان جعل صلى الله عليه وآله وسلم نفسه نائباً في البيعة عن عثمان، فقد أخرج الترمذي عن أنس أنه قال: (لما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببيعة الرضوان كان عثمان بن عفان رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أهل مكة، فبايع الناس، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن عثمان بن عفان في حاجة الله وحاجة رسوله، فضرب بإحدى يديه على الأخرى، فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعثمان خيراً من أيديهم لأنفسهم)[7].

الفضيلة الحادية عشرة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شهد له أنه يُقتل مظلوما، فقد أخرج الترمذي عن ابن عمر أنه قال: (ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتنة فقال: يُقتل فيها هذا مظلوماً لعثمان)[8]. وأخرج الترمذي أيضاً والحاكم وصححه وابن ماجه عن مرة بن كعب قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكر فتنة يقربها، فمر رجل مقنع في ثوب فقال: هذا يومئذ على الهدى، فقمت إليه، فإذا هو عثمان بن عفان، فأقبلت إليه بوجهي فقلت: هذا؟ قال (أي رسول الله): نعم)[9]. وأكد رسول الله أن من سيخرجون عليه ليسوا مسلمين وإن تظاهروا بالإسلام، فقد أخرج الترمذي والحاكم عن عائشة ل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يا عثمان! إنه لعل الله يقمصك قميصاً، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني)[10].

الفضيلة الثانية عشرة: أنه قام بتوسعة المسجد بعد أن اشترى المنازل المحيطة به وضمها إليه، كما زاد في مسجد المدينة ووسعه وبناه بالحجارة المنقوشة.

الفضيلة الثالثة عشرة: أن المسلمين لم يعرفوا الغزو بحراً إلا في عهده، بعد أن أقيم أول أسطول إٍسلامي للمسلمين في مصر والشام، وفتحت في عهده بعض جزر البحر المتوسط التي كانت تتحكم في تجارة البحر، وقد دعا رسول الله لأول جيش يركب البحر، وبالطبع شمل الدعاء من أرسل هذا الجيش؛ لأنه صاحب الفضل في إرساله.

الفضيلة الرابعة عشر: أن الأموال قد كثرت في عصره بسبب الفتوحات الإسلامية الشاسعة، مثل قبرص وإصطخر، وبلاد كثيرة من أرض خراسان وطوس وسرخس ومرو وبيهق، والحبشة حتى اتخذ للمال الخزائن، وأدر الأرزاق، وصار يأمر للرجل بمائة ألف بدرة (صرة) في كل بدرة أربعة آلاف أوقية.

 

[1] السيرة النبوية لابن هشام (1/250).

[2] رواه ابن أبي عاصم في السنة (1311)، والطبراني في المعجم الكبير (1/90)(143).

[3] أخرجه ابن عدي في الكامل (5/134)، وأورده السيوطي تاريخ الخلفاء (ص126).

[4] أخرجه ابن عدي في الكامل (5/132)، والعقيلي في الضعفاء (3/174).

[5] صحيح البخاري.

[6] جامع الترمذي برقم (3700).

[7] جامع الترمذي برقم (3702).

[8] جامع الترمذي برقم (3708).

[9] جامع الترمذي برقم (3704)، سنن ابن ماجه برقم (111).

[10] جامع الترمذي برقم (3705)، مسند أحمد برقم (25203).