قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية (1/ 27):
"فضّلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين: سئلت اليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى، وسئلت النصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: حواريّو عيسى، وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد. أُمروا بالاستغفار لهم فسبّوهم، فالسيف مسلول عليهم إلى يوم القيامة، لا يثبت لهم قدم، ولا تقوم لهم راية، ولا تجتمع لهم كلمة، دعوتهم مدحوضة، وجمعهم متفرّق، كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله".
- الأكثر قراءه في السقيفة:
الرد على مزاعم الشيعة حول حديث الأئمة الاثني عشر
حقيقة مقولة "لولا علي لهلك عمر"
مزاعم أسر شهربانو في زمن علي بن أبي طالب
وهذا القول من ابن تيمية يلخص حال الرافضة عبر التاريخ:
جماعة خالفت إجماع المسلمين، واتخذت من سبِّ خيار الصحابة دينًا، بل وصل بها الغلو إلى اتهام الأمة كلها بالردة ما عدا ثلاثة فقط، كما جاء في تفسير العياشي وغيره:
عن أبي جعفر قال: "كان الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل ردة، إلا ثلاثة: المقداد، وأبو ذر، وسلمان".
ويؤكد مرتضى محمد الحسيني النجفي هذا الانحراف في عقيدتهم بقوله:
"إن الرسول ابتُلي بأصحاب قد ارتدوا بعده عن الدين إلا القليل" (السبعة من السلف، ص:7).
أولًا: موقف الشيعة من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
عائشة الصديقة بنت الصديق، زوج النبي ﷺ، المبرّأة من فوق سبع سماوات، التي أجمع المسلمون على مكانتها، وطهارتها، وعلمها. لكن الرافضة انحرفوا عن هذا الإجماع، واتهموها بالردة والخيانة – والعياذ بالله.
في تفسير العياشي [النحل:92] نُسب إلى جعفر الصادق قوله:
"التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا: عائشة".
وقال محمد جميل حمود العاملي:
"فتحصل أن عائشة خائنة للرسول صلى الله عليه وآله في عقيدته وفي فراشه" (خيانة عائشة، ص:115).
• وادّعى رجب البرسي أنها جمعت مالًا من "الخيانة" ووزعته على مبغضي علي (مشارق أنوار اليقين، ص:86).
وزعم القمي:
"أن عائشة كافرة مستحقة للنار، وهذا يدل على صحة مذهبنا" (الأربعين في الإمامة، ص:615).
أما البحراني فقال:
"يجوز أنها كانت مؤمنة في حياته صلى الله عليه وسلم ثم ارتدت بعد وفاته" (الشهاب الثاقب، ص:236).
وتجاوز الأمر الروايات إلى واقع الشيعة، الذين يضعون اسمها على الأحذية وألعاب الأطفال، ويسمونها بـ"أم الشرور" – حقدًا وطعنًا في عرض النبي الكريم ﷺ.
ثانيًا: موقفهم من أبي بكر الصديق رضي الله عنه
أبو بكر هو ثاني اثنين، وخليفة رسول الله، وأفضل الأمة بعد نبيها ﷺ، لكن الروافض يرمونه بالكفر والنفاق، وينسبون إليه ما لا يقبله عقل ولا دين:
• وصفه الكاشاني بأنه "رجل سوء... شاب قرنه وابيض فوده وهو خادم للأوثان" (علم اليقين، 2/707).
• ونقل نعمة الله الجزائري أنه "كان يصلي خلف النبي ﷺ والصنم معلق في عنقه" (الأنوار النعمانية، 1/35).
• وادّعى البحراني أنه "يفطر متعمدًا في رمضان ويشرب الخمر" (البرهان، 1/500).
• وقال ابن طاوس: "هو مشكوك في هدايته" (الطرائف، ص:32).
• أما المجلسي فحسم الأمر فقال: "أبو بكر ليس بمؤمن" (مرآة العقول، 3/430).
ولهذا ألفوا أدعية ملؤها اللعن والسب في حقه، مثل دعاء صنمي قريش، وافتروا أن أئمتهم من أهل البيت كانوا يرددونه.
ثالثًا: موقفهم من عمر الفاروق رضي الله عنه
الفاروق، الملهم، أمير المؤمنين، قال فيه النبي ﷺ:
"لو كان بعدي نبي، لكان عمر".
لكن الروافض كفّروه، وطعنوا في شرفه، واخترعوا حكايات ممجوجة:
• قال الجزائري إنه "كان مصابًا بداء في دبره لا يهدأ إلا بماء الرجال" (الأنوار النعمانية، 3/63).
• ونقل عنه أن "من تسمى بأمير المؤمنين فهو ممن يُؤتى في دبره" – وعمر أول من تسمى بذلك.
• قال البياضي: "عمر كان كافرًا، يُبطن الكفر ويُظهر الإسلام" (الصراط المستقيم، 3/129).
• وقال البحراني: "كفره أعظم من إبليس" (البرهان، 2/310).
أما المجلسي فصرّح:
"لا مجال لعاقل أن يشك في كفر عمر، فلعنة الله عليه وعلى من يكف عن لعنه" (جلاء العيون، ص:45).
بل وصل بهم الأمر إلى تأليف حوارات خيالية بين إبليس وعمر، يفضّلون فيها إبليس عليه – حاشا لله!
رابعًا: موقفهم من عثمان بن عفان رضي الله عنه
ذي النورين، زوج ابنتي رسول الله ﷺ، الملقب بـ"الحياء"، صاحب الجود والقرآن، اتهموه بأشنع التهم:
• زعم التستري أنه "مخنث" (إحقاق الحق، ص:306).
• ونقل الكليني – زورًا – أن عليًا قال عنه: "همه بطنه وفرجه" (الروضة من الكافي، ص:277).
• وادعى الجزائري أن عثمان "أظهر الإسلام وأبطن النفاق" (الأنوار النعمانية، 1/81).
وقال الكركي:
"من لم يعاد عثمان فهو كافر بالله ورسوله" (نفحات اللاهوت).
الخلاصة:
ما هذا إلا غيض من فيض من طعن الروافض في خير الأمة، الذين زكّاهم الله في كتابه، وأثنى عليهم رسوله ﷺ، ونقل الدين عنهم العدول الثقات.
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
"إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد ﷺ خير قلوبهم، ثم نظر بعد قلبه فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه" (مسند أحمد 1/379، بسند حسن).
وقال الإمام أبو زرعة الرازي:
"إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله ﷺ، فاعلم أنه زنديق... وإنما يريدون الطعن في الشريعة، فالطعن بهم أولى" (الكفاية، ص:97).
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.