توحيد الربوبية بين الإسلام والغلو الشيعي
مدخل:
توحيد الربوبية هو الإيمان بأن الله وحده هو الخالق الرازق المحيي المميت، المتصرف في الكون، لا شريك له في ذلك. وهو أصل من أعظم أصول الإيمان، وركن جوهري من أركان التوحيد الثلاثة. غير أن الشيعة الإمامية الاثني عشرية قد خالفوا هذا الأصل مخالفة صريحة، من خلال نسبة صفات الألوهية والربوبية إلى أئمتهم، مما أدى إلى هدم هذا التوحيد من أساسه.
- الأكثر قراءه في السقيفة:
الردعلى مزاعم الشيعة حول حديث الأئمة الاثني عشر
حقيقة مقولة "لولا علي لهلك عمر"
مزاعم أسر شهربانو في زمن علي بن أبي طالب
وفيما يلي أبرز مظاهر هذا الهدم العقدي:
1- اتخاذ الأئمة أربابًا من دون الله
من أعظم صور الشرك أن يُجعل لله شركاء في الطاعة والتدبير، وهذا ما فعله الشيعة حين جعلوا أئمتهم أربابًا عمليًا، يعطونهم صفات التشريع والتصرف والحكم المطلق، كما جاء في رواياتهم. وهذا يتناقض مع قوله تعالى:
{اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله} [التوبة: 31]، وفي الحديث: «أليسوا يحلّون لهم الحرام ويحرّمون عليهم الحلال؟ قال: فتلك عبادتهم لهم».
2- القول بأن الدنيا والآخرة بيد الإمام
صرّح الشيعة في كتبهم أن الإمام يتصرف في الدنيا والآخرة كما يشاء، وهذا مما لا يجوز نسبته إلا لله تعالى، فهو المالك المطلق، الذي لا شريك له. أما الإمام فهو عبد من عباد الله، لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا، فكيف يكون مالكًا للدنيا والآخرة؟!
3- إعطاء الأئمة حق التشريع والتحليل والتحريم
أوصلت العقيدة الشيعية الإمام إلى مقام التشريع، فيقولون إنه يُحلّ ويُحرّم كما يشاء، ويُضل من يشاء، ويجيب من يشاء برأي متناقض! وهذه صفات إلهية لا يجوز نسبتها لغير الله تعالى.
في "أصول الكافي" (ج1):
♦ "باب أن الأئمة هم الهداة" (ص 247)
♦ "باب أن الأئمة خلفاء الله في الأرض" (ص 249)
♦ "باب أنهم نور الله" (ص 251)
♦ "باب أنهم أهل الذكر" (ص 267)
ومن رواياتهم أن الإمام الصادق قال:
"نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون... ونحن إن شئنا أجبنا، وإن شئنا لم نفعل".
فهل هذا من التواضع النبوي؟ أم من دعاوى الألوهية المقنعة؟
4- إسناد الحوادث الكونية للأئمة
جعلوا من الأئمة أربابًا متصرفين في الكون، يرزقون ويشفون ويحيون ويميتون، وهذا شرك صريح يناقض توحيد الربوبية. وفي "أصول الكافي" أيضًا:
♦ "باب عرض الأعمال على النبي والأئمة" (ص 276)
♦ "باب أن الأئمة ورثوا علم جميع الأنبياء" (ص 280)
♦ "باب أن الأئمة هم أركان الأرض"
وفي رواية أن عليًا يحيي الموتى، وسلمان قال:
"لو أقسم أبو الحسن على الله أن يُحيي الأولين والآخرين لأحياهم".
5- القول بحلول جزء من الإله في الأئمة
من صور الغلو الباطني عند الشيعة قولهم بحلول نور الله في الأئمة، وأنهم مظهر من مظاهر الله، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، وهذا مما يشبه قول النصارى في عيسى عليه السلام.
6- الاعتقاد بتأثير الأيام والليالي في النفع والضر
وهو من بقايا الجاهلية الأولى، حيث يربطون الخير والشر بحركة الزمان، فيرون أن بعض الأيام تجلب النحس أو البركة، وهذا يخالف قوله ﷺ:
"لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر".
7- ألقاب العبودية لغير الله
من مظاهر الشرك المنتشرة بين الشيعة تسميتهم: عبد الحسين، عبد الزهراء، عبد علي... وهذا شرك في الأسماء والألقاب. والعبودية لا تكون إلا لله.
8- طقوس شركية عند الاحتضار والدفن
♦ تلقين المحتضر الإقرار بالأئمة مع الشهادتين.
♦ كتابة أسماء الأئمة على الأكفان.
♦ الوقوف على القبر وتلقين الميت بالأئمة.
كل هذا ليس من الإسلام في شيء، بل بدع ما أنزل الله بها من سلطان.
9- الحلف بعلي وغيره من الأئمة
من عباراتهم المتكررة: "خذ بعلي"، "أقسم بعلي"، وهذا شرك أصغر، وقد يكون أكبر إذا كان الحالف يعظم المحلوف به كتعظيمه لله، كما قال ابن تيمية وابن كثير.
قال ﷺ:
"من حلف بغير الله فقد أشرك" (رواه الترمذي).
10- نصوص القرآن تفضح هذا الشرك
كل ما سبق يخالف نصوصًا قطعية، مثل:
♦ {ومن أضلّ ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون} [الأحقاف: 5]
♦ {إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة} [المائدة: 72]
♦ {ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير} [الحج: 31]
خاتمة:
إن ما تبنّاه الشيعة الإمامية من عقائد حول الأئمة يناقض تمامًا أصل توحيد الربوبية، فهم قد جعلوهم شركاء لله في أفعاله وصفاته، فنسبوا لهم الخلق والإحياء والتدبير والتشريع. وهذه العقائد الشركية قد وثقتها كتبهم، وافتخر بها علماؤهم، وهي صريحة في مخالفتها لما جاء به محمد ﷺ، وكلها شركيات يجب إنكارها والتحذير منها.