تعريف بجبريل عليه السلام

أ- اسمه:

جبريل: اسم عبري مكوّن من كلمتين: "جبر" بمعنى عبد، و"إيل" أحد أسماء الله، فيصبح معناه: عبد الله.

 ومن أسمائه:

 الناموس، كما ورد في حديث ورقة بن نوفل عندما قال عن أول لقاء للنبي: "هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى".

ب- صفاته في القرآن الكريم:

{الروح الأمين}: وصفه الله بذلك لأنه المؤتمن على الوحي. [الشعراء: 193]

{روح القدس}: دليل على طهارته ونقائه. [البقرة: 87]

{ذِي قُوَّةٍ}: وردت في [التكوير: 20]، دلالة على قدرته الفائقة.

{شديد القوى}: أي ذو ثبات عقلي وجسدي في أداء مهام الوحي. [النجم: 5]

{أمين}: لا يغير شيئًا من أمر الله. [التكوير: 21]

{مطاع ثم أمين}: الملائكة تطيعه. [التكوير: 21]

{كريم}: عظيم الخلق والمكانة. [التكوير: 19]

 

مكانة جبريل عند الله:

قال تعالى: ﴿ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ﴾ [التكوير: 20]. أي أن جبريل له مكانة رفيعة مقربة عند الله، وهي منزلة لا يُدانيه فيها أحد من الملائكة، وهي منزلة "عندية" شرف وتشريف، لا مجرد مكان.

 

أول لقاء بين النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل

كان أول لقاء بينهما في غار حراء، عندما جاء جبريل بأمر الله للنبي ليبلّغه أولى آيات القرآن. وغُطِّي النبي ثلاث مرات حتى بلغ منه الجهد. وكان لهذا اللقاء وقع شديد في نفس النبي، فذهب إلى خديجة يقول: "زملوني زملوني". فذهبت به إلى ورقة بن نوفل الذي قال له: "هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى".

 

صور لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بجبريل

أ- على صورته الحقيقية:

رآه مرتين:

1- في مكة بين السماء والأرض، له ستمائة جناح يملأ الأفق. [التكوير: 23، النجم: 13]

2- عند سدرة المنتهى ليلة المعراج. [النجم: 13-14]

ب- بصورة بشرية:

1- في صورة دِحية الكلبي: الصحابي الجميل الصورة. وكان الصحابة يرونه على هذه الهيئة، منهم أم سلمة، وعائشة، وسعد بن أبي وقاص.

2- في صورة أعرابي: في حديث عمر الشهير الذي سأل فيه جبريل النبي عن الإسلام والإيمان والإحسان وأمارات الساعة.

3- في صورة مقاتل: يوم أُحد، رآه سعد بن أبي وقاص على جانبي النبي يقاتل.

 

جبريل معلِّم النبي صلى الله عليه وسلم ومعلّم الناس

أ- جبريل مُعلم للوحي

قال تعالى: ﴿ِإنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾ [النجم: 4-5].

جبريل هو الوسيط بين الله والنبي محمد، وهو المعلّم الذي لقّنه الوحي بطريقة دقيقة، وكان يُدارسه القرآن في رمضان، ويعرضه عليه. في السنة الأخيرة من حياة النبي، عارضه جبريل القرآن مرتين. [حديث فاطمة – صحيح البخاري ومسلم]

حرص النبي على الحفظ:

كان النبي يكرّر الآيات فورًا عند سماعها من جبريل خشية أن ينساها، فنزل قوله تعالى: ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ... ﴾ [القيامة: 16-19].

ب- تعليم الدين:

الحديث المشهور الذي سأل فيه جبريل عن الإيمان، الإسلام، الإحسان، وأمارات الساعة، كان نموذجًا لتعليم الصحابة على لسان النبي بواسطة جبريل.

وفيه قال النبي: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" [صحيح مسلم].

 

خاتمة

علاقة النبي صلى الله عليه وسلم بجبريل عليه السلام تمثّل أرقى صور التواصل بين السماء والأرض، فهي علاقة وحي، تعليم، محبة، دعم، ومساندة. وكان جبريل خير رسول أمين بين الله وعباده، والنبي محمد خير من تَلقى، وعَلَّم، وبلَّغ.

 

المصادر:

1- صحيح البخاري.

2- صحيح مسلم.

3- تفسير ابن كثير.

4- تفسير الطبري.

5- فتح الباري لابن حجر.

6- القاموس المحيط.

7- شرح النووي على صحيح مسلم