تشهد صفحات السيرة النبوية مواقف عظيمة تؤكد حكمة النبي ﷺ في إدارة شؤون الدولة الإسلامية في المدينة، ومن أبرز تلك المواقف استخلافه الدائم لعدد من الصحابة في غزواته، ومنهم الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه. ويعرض هذا المقال إحدى الوقائع المهمة التي وردت في كتب السيرة، حيث خرج النبي ﷺ لنجدة المسلمين بعد حادثة الغزو والسبْي، وأمَّن المدينة بتولية ابن أم مكتوم واليًا عليها، مما يكشف الثقة النبوية الكبيرة بهذا الصحابي ويفنّد كثيرًا من الادعاءات العقدية التي تنتقص من مقامه أو تزعم عدم أهليته.... 

النبي يستخلف بن أم مكتوم على المدينة المنورة

من كتاب كحل البصر فيسيرة سيد البشر الشيخ عباس القمي صــ150:

النص في الكتاب:

وقال ابن إسحاق: وكان فيهم رجلٌ من غِفار وامرأة، فقتلوا الرجل وسبَوا المرأة، فركِبَتِ المرأةُ ناقةً للنبي ﷺ ليلًا حين غفلوا عنها، ونذرتْ لَئِن نَجَتْ لَتَنْحَرَنَّهَا.
فلما قدمت على النبي ﷺ أخبرته بما كان، فقال: «لا نذرَ في معصية، ولا لِأَحَدٍ فيما لا يملك».

ثم نودي: «يا خيلَ الله اركبي»، فكان أول ما نودي بها.

وركب ﷺ في خمسمائة -وقيل سبعمائة-، واستخلف على المدينة ابنَ أم مكتوم، وخلّف سعدَ بن عبادة على رأس ثلاثمائة يحرسون المدينة.