تحريم التشويه ورفع الوجه: دراسة حديثية ونقدية لروايات الشيعة الباطلة
في عصرنا الحالي، باتت بعض الفرق الضالة مثل الشيعة الرافضة تعتمد على اختلاق الأحاديث ونسبها زورًا إلى النبي ﷺ لتحقيق أغراضها المذهبية والسياسية. ومن أبرز ما يُروجونه حديث «على صورة الرحمن» أو التشبيه بوجه الله»، وهو من الأحاديث التي يُخالف فيها أهل السنة الثابتة من طرق التوثيق والرواية. ولأنّ الشيعة ليسوا من المسلمين بل فرقة ضالة كما بيّنت النصوص الشرعية، فإن الكشف عن زيف هذه الأحاديث وبيان الحقيقة العلمية الشرعية يعدّ من الضرورات لبيان عقيدة أهل السنة والجماعة وتحذير المسلمين من الانزلاق وراء هذه الأباطيل.
حكم التشويه والتحقير في الإسلام:
ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه:
فقد أخرج البخاري في (الأدب المفرد) من طريق ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعا:
«لا تقولن قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته» [رواه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم في الصحيح]
والظاهر أن في عود الضمير على المقول له ذلك، وكذلك أخرجه ابن أبي عاصم أيضا من طريق أبي رافع عن أبي هريرة بلفظ: «إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورة وجهه» ولم يتعرض النووي لحكم هذا النهي، وظاهره التحريم. ويؤيده حديث سويد بن مقرن الصحابي «أنه رأى رجلا لطم غلامه فقال: أو ما علمت أن الصورة محترمة» أخرجه مسلم وغيره» (فتح الباري5/183)..
قلت: ورواه أحمد في (المسند12/382 حديث7420) وحسنه الألباني في (سلسلة الصحيحة2/544 حديث862) وهو ظاهر في أن الشبه على خلاف المثلية فإن المثلية تقتضي المطابقة وأما التشبيه فلا يقتضي ذلك.
فإن أهل الجنة يدخلونها وهم على هيثة القمر فهل يكونون مثل القمر؟ ونحن لنا صفات لا تشبه صفات الله من كل وجه. فإن الله سميع عليم والإنسان سميع عليم. ولا يلزم من هذا القدر المشترك المماثلة من كل وجه.
روايات متعددة للحديث:
◘ أخرج ابن أبي عاصم عن أبي هريرة: «إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورة وجهه»
◘ رواية أحمد في المسند رقم 7420، وحسنه الألباني في سلسلة الصحيحة حديث 862، وهي تشير إلى أن الشبه لا يقتضي المثلية المطلقة، فالإنسان له صفاته، والله له صفاته، ولا يشبه أحدهما الآخر في ذاته.
الشبهة الشيعية حول «على صورة الرحمن»:
يدعي بعض الشيعة أن الحديث يدل على وجه لله تعالى أو تجسيم لله، وهو باطل، ولا أصل له في الإسلام الصحيح. وقد أوضح العلماء أن معنى الحديث: أن آدم خلق على الهيئة التي صورها الله عند النفخ في الروح، ولا يلزم أن يكون لله وجه أو هيئة مماثلة للإنسان.
تقييم الحديث وعلله:
قال الشيخ الألباني:
«رجاله ثقات رجال الشيخين ولكن له أربع علل»، ذكر ابن خزيمة ثلاثة منها فقال:
إحداها: أن الثوري قد خالف الأعمش في إسناده فأرسله الثوري ولم يقل: «عن ابن عمر».
والثانية: أن الأعمش مدلس لم يذكر أنه سمعه من حبيب بن أبي ثابت.
والثالثة: أن حبيب بن أبي ثابت أيضا مدلس لم يعلم أنه سمعه من عطاء ثم قال
◘ اختلاف طرق الإسناد بين الثوري والأعمش.
◘ المدلسون: الأعمش وحبيب بن أبي ثابت.
◘ ضعف حفظ جرير بن عبد الحميد في آخر عمره.
«فمعنى الخبر- إن صح من طريق النقل مسندا - أن ابن آدم خلق على الصورة التي خلقها الرحمن حين صور آدم ثم نفخ فيه الروح».
فإذا عرفت هذا فلا فائدة كبرى من قول الهيثمي في (المجمع 8/106):
«رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن إسماعيل الطالقاني وهو ثقة وفيه ضعف». انتهى كلام الشيخ الألباني رحمه الله.
قلت: والعلة الرابعة: هي جرير بن عبد الحميد فإنه وإن كان ثقة كما تقدم فقد ذكر الذهبي في ترجمته من «الميزان» أن البيهقي ذكر في سننه في ثلاثين حديثا لجرير بن عبد الحميد قال: «قد نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ».
قلت: وإن مما يؤكد ذلك أنه رواه مرة عند ابن أبي عاصم (رقم 518) بلفظ «على صورته». لم يذكر (الرحمن). وهذا الصحيح المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من الطرق الصحيحة عن أبي هريرة والمشار إليها آنفا».
الفرق بين المثلية والتشبيه:
المثلية: تقتضي المطابقة التامة بين الصفات
التشبيه: لا يلزم المطابقة، فمثال أهل الجنة على هيثة القمر لا يعني أنهم يشبهون القمر في الجوهر.
رد الشبهة:
◘ الحديث لا يدل على تجسيم الله.
◘ المعنى الحقيقي: حرمة التشويه وحفظ كرامة الإنسان.
◘ كل ما يروج له الشيعة بخصوص «وجه الله» أو «الصورة» باطل ومخالف للسنة.
المصادر:
1) البخاري، الأدب المفرد.
2) مسلم، صحيح مسلم.
3) أحمد بن حنبل، المسند 12/382، حديث 7420.
4) ابن أبي عاصم، صحيح ابن أبي عاصم، حديث 518.
5) فتح الباري لابن حجر العسقلاني، 5/183.
6) سلسلة الأحاديث الصحيحة، الشيخ الألباني، 2/544، حديث 862.
7) الهيثمي، المجمع 8/106.