من أبرز القضايا العقدية التي شغلت الفكر الإمامي مسألة التقية، إذ اعتبرها علماء الشيعة أصلاً مهماً من أصول المذهب، بل جعلها بعضهم أحياناً فوق سائر الواجبات. وقد رويت أحاديث كثيرة في مصادرهم الحديثية تُعلي من شأن التقية وتجعلها وسيلة لحفظ الدين والأنفس في مواجهة الخصوم. ومن أبرز من تناول هذه القضية الشيخ الطوسي (قدس سره)، حيث ذهب إلى أن كثيراً من الروايات الصادرة عن الأئمة إنما كانت على سبيل التقية، لا على سبيل التشريع المباشر. وهذا يفتح باباً واسعاً للتأمل في منهج الإمامية في التعامل مع نصوصهم، إذ يُفرّقون بين ما هو صادر بنحو الجدّ والبيان، وما هو صادر بنحو التقية والستر 

مقالات السقيفة ذات صلة:

النص مع الضبط والتحقيق:

وعلى هذا الأساس فجميع هذه الروايات محمولة على التَّقِيَّة كما ذهب إليه الشيخ الطوسي، ولذلك كان الإمام الصادق (عليه السلام) يقول:

«إنّي لا أقدر أن أخالف ابن أبي ليلى»!

فالأئمة (عليهم السلام) كانوا في حال تَقِيَّة فلم يقدروا على المخالفة، فنقلوا الرواية عن الرسول (صلى الله عليه وآله) تَقِيَّة، ولكن أصحاب البصيرة يعرفون ذلك، فيميّزون بين الروايات الواردة عنهم (عليهم السلام) بنحو التَّقِيَّة وبين غيرها.

فالرسول (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) لا يَسْهُون ولا يَشْتَبِهون.