تُعدّ الأطعمة جزءًا من حياة الإنسان اليومية، ولم يَغفل الإسلام عن بيان فضائل بعض الأطعمة وفوائدها الصحية والروحية. فقد وردت في روايات أهل البيت عليهم السلام نصوص عديدة تُبين خصائص بعض الأطعمة، مثل الجبن والجوز والأرز، وما فيها من منافع إذا استُعملت بالوجه الصحيح. وهذه التوجيهات ليست مجرد إرشادات غذائية، بل هي جزء من منهج متكامل يربط بين صحة الجسد وسلامة الروح، ويؤكد أن الاعتدال في تناول الطعام واتباع الهدي النبوي والإمامي هو سبيل العافية.
النصوص والروايات:
31386 – 1 ـ محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
«الجبن والجوز إذا اجتمعا في كل واحد منهما شفاء، وإن افترقا كان في كل واحد منهما داء».
- وسائل الشيعة للحر العاملي، الجزء 25، ص121، باب استحباب أكل الجبن مع الجوز، وكراهة كل منهما منفرداً.
- ورواه البرقي في (المحاسن) عن ابن محبوب مثله (الكافي 6: 340 | 2).
مقالات السقيفة ذات صلة:
الجبن والأرز في روايات أهل البيت غذاء الأنبياء والأئمة: أحاديث في فضل الملح والبطيخ والأرز تحريف الشيعة آية ﴿نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾ لتبرير وجود إمام |
وعن محمد بن سماعة، عن أبيه، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
«نِعم اللقمة الجبن تعذِّب الفم، وتطيب النكهة، وتُشهِّي الطعام، ومن يعتمد أكله رأس الشهر أوشك أن لا تُرد له حاجة».
- وسائل الشيعة، الجزء 25، ص121–122، باب استحباب أكل الجبن في أول الشهر.
410 - قال (عليه السلام):
«نِعم اللقمة الجبن، يُطيب الشَّربة، ويهضم ما قبله، ويُمرئ ما بعده».
- الدعوات للراوندي ص152، عنه البحار 105 / 66 / ح10.
31392 – 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار وغيره، عن يونس، عن هشام بن الحكم، عن زرارة قال:
«رأيت داية أبي الحسن موسى (عليه السلام) تلقمه الأرز وتضربه عليه، فغمني ما رأيت. فلما دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) قال لي: أحسبك غمّك الذي رأيت من داية أبي الحسن موسى (عليه السلام). فقلت: نعم. فقال: نعم الطعام الأرز، يوسع الأمعاء ويقطع البواسير، وإنا لنغبط أهل العراق بأكلهم الأرز والبسر، وأنهما يوسعان الأمعاء ويقطعان البواسير».
- وسائل الشيعة للحر العاملي، الجزء 25، ص123، باب أكل الأرز والتداوي به مع السماق أو الزيت وبدونهما.
31394 – 4 - وعنهم، عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عمن أخبره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
«نعم الطعام الأرز، وإنا لندخره لمرضانا».
- وسائل الشيعة، الجزء 25، ص124، باب أكل الأرز والتداوي به مع السماق أو الزيت وبدونهما.
395 - وعن المفضل بن عمر قال:
«دخلت على الصادق (عليه السلام) بالغداة وهو على المائدة فقال: تعال يا مفضل إلى الغداء. فقلت: يا سيدي قد تغديت. فقال: ويحك فإنه أرز. فقلت: يا سيدي قد فعلت. فقال: تعال حتى أروي لك حديثاً. فدنوت منه فجلست. فقال: حدثني أبي عن آبائه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أول حبّة أقرت لله سبحانه بالوحدانية، ولي بالنبوة، ولأخي علي بالوصية، ولأمتي الموحدين بالجنة، الأرز.
ثم قال: ازدد أكلاً حتى أزيدك علماً. فازددت أكلاً. فقال: حدثني أبي عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: كل شيء أخرجت الأرض ففيه داء وشفاء، إلا الأرز فإنه شفاء لا داء فيه.
ثم قال: ازدد أكلاً حتى أزيدك علماً. فازددت أكلاً. فقال: حدثني أبي عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لو كان الأرز رجلاً لكان حليماً.
ثم قال: ازدد أكلاً حتى أزيدك علماً. فازددت أكلاً. فقال: حدثني أبي عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: الأرز يُشبع الجائع ويُمرئ الشبعان».
- الدعوات للراوندي ص149–150، بحار الأنوار للمجلسي، الجزء 63، ص261–262.