يُعَدّ منهج النقد الحديثي من أبرز ما تميّزت به الأمة الإسلامية، حيث لم تترك مجالًا للقبول الأعمى دون تمحيص ودراسة دقيقة للأسانيد والمتون. وفي هذا السياق يبرز موقف الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – في تعامله مع بعض الروايات التي قوّاها الحافظ ابن حجر العسقلاني، إذ خالفه الألباني وبيّن بالأدلة الحديثية ضعفها سندًا وبطلانها متنًا، متمسكًا بأصول النقد العلمي ومتبعًا منهج الأئمة المتقدمين. ويؤكد الألباني أن الحق لا يُعرف بالرجال وإنما يعرف بالدليل، وهذا ما جعله يقف عند حدود التحقيق بعيدًا عن التقليد، ليقدم للأمة درسًا مهمًا في الإنصاف والبحث عن الحقائق وفق المنهج السليم3
مقالات السقيفة ذات الصلة: |
ضعف أسانيد تفسير "الشجرة الملعونة" إلى بني أمية الروحاني يقر بأن القرآن مخلوق!! |
وقد يقال: إن ما ذهبت إليه من تضعيف القصة سندًا، وإبطالها متنًا، يخالف ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر من تقويتها كما سبق الإشارة إليه آنفًا.
فالجواب:
أنه لا ضَير علينا منه، ولئن كنا خالفناه، فقد وافقنا جماعة من أئمة الحديث والعلم سيأتي ذكرهم، فاتباعهم أولى، لأن النقد العلمي معهم، لا لأنهم كثرة، ورحم الله من قال: "الحق لا يعرف بالرجال إعرف الحق تعرف الرجال".
صفحة 37 من نفس الكتاب