تزعم العقيدة الشيعية أن الأئمة معصومون من الذنوب والخطايا، لا يخافون إلا الله تعالى، وأنهم فوق البشر في المقام والطهارة. لكن رواياتهم المعتمدة في الكافي والتهذيب وكتب كبار علمائهم تكشف تناقضًا صارخًا، حيث تصف الأئمة بالخوف من السلطان، وبالذنب والاعتراف بالمعاصي، بل وطلب المغفرة آلاف المرات. هذه النصوص تُظهر التناقض الواضح بين دعوى العصمة المطلقة وبين ما ينقله محدثو الشيعة أنفسهم.
1- الخوف بسبب الذنوب: ينقل الكليني عن جعفر الصادق قوله إن الخوف من السلطان سببه الذنوب، وهو ما يناقض دعوى عصمته.
2- المهدي يخاف القتل: روايات الكافي والغيبة للطوسي تصرح بأن سبب غيبة القائم هو الخوف على النفس، لا أمر إلهي، وهو ما يهدم أسطورة العصمة والقوة الإلهية.
3- الأوصياء يمشون خوفًا من عدوهم: روايات أخرى تنص على أن الأوصياء يسلكون بخوف ورهبة من أعدائهم، مما ينفي صفة التمكين الإلهي المزعوم لهم.
4- الإمام موسى الكاظم يعترف بالذنوب: رواية طويلة تصفه وهو في السجود يبكي ويعدد معاصيه بجوارحه، ويطلب العفو ألف مرة، في مشهد لا ينسجم مع مفهوم العصمة التي يروج لها الشيعة.
مقالات السقيفة ذات صلة: |
عقيدة الشيعة في حساب العباد يوم القيامة |
قال الكليني:
" 27 - مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَكْثُرُ بِهِ الْخَوْفُ مِنَ السُّلْطَانِ ومَا ذَلِكَ إِلَّا بِالذُّنُوبِ فَتَوَقَّوْهَا مَا اسْتَطَعْتُمْ ولَا تَمَادَوْا فِيهَا " اهـ
الكِافي - الكليني - ج 2 ص 275، وقال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول - موثق - ج 9 ص 427
قال الكليني:
" 18 - وبهذا الاسناد، عن أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن عيسى، عن ابن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن للقائم غيبة قبل أن يقوم، إنه يخاف - وأومأ بيده إلى بطنه - يعني القتل " اهـ
الكافي - الكليني - ج 1 ص 340، وقال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول - موثق كالصحيح - ج 4 ص 52
وقال الطوسي:
" لا علة تمنع من ظهوره إلا خوفه على نفسه من القتل، لأنه لو كان غير ذلك لما ساغ له الاستتار " اهـ
الغيبة - الطوسي - ص329
وفي الكافي:
" مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ سَلَّامٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) عَنْ قَوْلِه تَعَالَى الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً قَالَ هُمُ الْأَوْصِيَاءُ مِنْ مَخَافَةِ عَدُوِّهِمْ " اهـ
الكافي - الكليني - ج 1 ص 427، وقال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول - مجهول ورواه علي بن ابراهيم بسندين صحيحين - ج 5 ص 95
وفي الكافي:
" وعنه عِدَّة مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عليه السلام) إِلَى بَعْضِ أَمْوَالِهِ فَقَامَ إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ فَلَمَّا فَرَغَ خَرَّ لِلَّهِ سَاجِداً فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ بِصَوْتٍ حَزِينٍ وتَغَرْغَرُ دُمُوعُهُ رَبِّ عَصَيْتُكَ بِلِسَانِي ولَوْ شِئْتَ وعِزَّتِكَ لَأَخْرَسْتَنِي وعَصَيْتُكَ بِبَصَرِي ولَوْ شِئْتَ وعِزَّتِكَ لَأَكْمَهْتَنِي وعَصَيْتُكَ بِسَمْعِي ولَوْ شِئْتَ وعِزَّتِكَ لَأَصْمَمْتَنِي وعَصَيْتُكَ بِيَدِي ولَوْ شِئْتَ وعِزَّتِكَ لَكَنَّعْتَنِي وعَصَيْتُكَ بِرِجْلِي ولَوْ شِئْتَ وعِزَّتِكَ لَجَذَمْتَنِي وعَصَيْتُكَ بِفَرْجِي ولَوْ شِئْتَ وعِزَّتِكَ لَعَقَمْتَنِي وعَصَيْتُكَ بِجَمِيعِ جَوَارِحِي الَّتِي أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ ولَيْسَ هَذَا جَزَاءَكَ مِنِّي قَالَ ثُمَّ أَحْصَيْتُ لَهُ أَلْفَ مَرَّةٍ وهُوَ يَقُولُ الْعَفْوَ الْعَفْوَ قَالَ ثُمَّ أَلْصَقَ خَدَّهُ الْأَيْمَنَ بِالْأَرْضِ فَسَمِعْتُهُ وهُوَ يَقُولُ بِصَوْتٍ حَزِينٍ بُؤْتُ إِلَيْكَ بِذَنْبِي عَمِلْتُ سُوءاً وظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ يَا مَوْلَايَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ أَلْصَقَ خَدَّهُ الْأَيْسَرَ بِالْأَرْضِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ارْحَمْ مَنْ أَسَاءَ واقْتَرَفَ واسْتَكَانَ واعْتَرَفَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ " اهـ
تهذيب الاحكام – الطوسي – ج 2 ص 111، والكافي – الكليني – ج 3 ص 326