امتلأت كتب الشيعة الإمامية – وعلى رأسها "الكافي" و"تهذيب الأحكام" و"وسائل الشيعة" – بروايات عجيبة وفضائح منسوبة زورًا وبهتانًا إلى أئمة أهل البيت الكرام، مما لا يليق بمقامهم ولا مكانتهم. فقد نسبوا إلى جعفر الصادق وأبيه محمد الباقر وأبي الحسن موسى الكاظم أقوالًا لا تتصل بالدين ولا بالأخلاق، بل تتناول أوهامًا وأمورًا دنيوية ساقطة مثل المذي والودي في الصلاة، وأحكام غريبة تتعلق بالنظر إلى النساء، وتشديد الذكر، والترغيب في النشوة بالأكل والجماع، بل وحتى أحكامًا في الحمامات والنورة. ولم يقف الأمر عند ذلك، بل تجاوز إلى روايات مضحكة مبكية عن ألوان النعال وأثرها على الجسد والروح! وهذه الأكاذيب لا علاقة لها برسالة الإسلام، ولا بمقام الأئمة الذين هم من آل بيت النبوة الأطهار، وإنما هي دسائس الغلاة والوضاعين الذين أرادوا تشويه صورة أهل البيت وصرف الناس عن معاني الدين الحقة. إن هذه الروايات المكذوبة تكشف مقدار ما دخله التحريف في كتب الشيعة، وتجعل كل منصف يدرك أنهم نسبوا إلى الأئمة ما يستحيي الإنسان العادي من ذكره، فضلًا عن أن يخرج من فم عالم أو إمام من أئمة الدين.
المسائل الغربية
ومن أكاذيبهم الشنيعة الكثيرة على أهل البيت أنهم كذبوا على أبي عبد الله جعفر بن الباقر أنه قال:
إن سال من ذكرك شيء من مذي أو ودي وأنت في الصلاة فلا تغسله، ولا تقطع الصلاة ولا تنقص له الوضوء وإن بلغ عقبيك، فإنما ذلك بمنزلة النخامة وكل شيء يخرج منك بعد الوضوء فإنه من الحبائل أو من البواسير وليس بشيء"
[الفروع من الكافي ج3 ص39، أيضاً "تهذيب الأحكام" ج1 ص21، أيضاً الاستبصار ج1 ص94].
كما كذبوا على أبيه محمد الباقر بن علي زين العابدين أنه:
"سئل عن المذي يسيل حتى يصيب الفخذ؟ فقال: لا يقطع صلاته ولا يغسله من فخذه"
[الفروع من الكافي ج3 ص40 كتاب الطهارة].
ورووا عن عمر بن زيد أنه قال:
اغتسلت يوم الجمعة بالمدينة وتطيبت ولبست أثوابي، فمرت بي وصيفة ففخذت لها فأفضيت أنا وأمنت هي، فدخلني من ذلك ضيق فسألت أبا عبد الله عليه السلام عن ذلك، فقال: ليس عليك وضوء ولا عليها غسل"
["وسائل الشيعة" للحر العاملي كتاب الطهارة ج1 ص198].
ومن أكاذيبهم أن جعفر الصادق رأى حنان بن سدير وعليه نعل سوداء، فقال: مالك ولبس نعل سوداء؟ أما علمت أن فيها ثلاث خصال؟ قلت: وما هي جعلت فداك؟ قال: تضعف البصر وترخي الذكر وتورث الهم، وهي مع ذلك لباس الجبارين، عليك بلبس نعل صفراء، فيها ثلاث خصال، قال: قلت: وما هي؟ قال: تحد البصر وتشد الذكر وتنفي الهم"
[كتاب الخصال لابن بابويه القمي باب الثلاثة ج1 ص99].
ولسائل أن يسأل ما علاقة النعل بالتشديد والإرخاء؟
ورووا عن أبي الحسن الأول – الإمام السابع عند القوم - أنه قال:
النظر إلى الوجه الحسن يجلي البصر.
ورووا عن أبيه جعفر أنه قال:
أربعة لا يشبعن من أربعة، الأرض من المطر، والعين من النظر، والأنثى من الذكر"
["كتاب الخصال" ج1 ص221].
وأيضاً رووا عنه أنه قال: النشوة في عشرة أشياء …. في الأكل والشرب والنظر إلى المرأة الحسناء والجماع"
["كتاب الخصال" باب العشرة ج2 ص443].
ورووا أيضاً أنه سئل "هل للرجل أن ينظر إلى امرأته وهى عريانة؟ قال: لا بأس بذلك، هل اللذة إلا بذلك"
["الفروع من الكافي" ج2 ص214 ط الهند].
كما سئل أبو الحسن عن "الرجل يقبل فرج امرأته؟ قال: لا بأس"
["الفروع من الكافي" ج2 ص214].
ولا ندري ما علاقة أئمة القوم بمثل هذه المسائل، وما الحكمة في بيانها؟ ثم وأي دين هذا الذي يأمر أتباعه بالنظر إلى الحسناوات، وتشديد الذكر، والترغيب في الأكل والشرب والجماع وغير ذلك من الخرافات التي يأبى الإنسان العادي أن يذكرها دون الأئمة والثقاة حسب زعم القوم؟.
هذا وقد رووا أيضاً عن جعفر أنه قال:
النظر إلى عورة من ليس بمسلم مثل نظرك إلى عورة الحمار"
["الفروع الكافي"، كتاب الزي والتجمل ج6 ص501 ط طهران].
وأما عورة المسلم فرووا عن أبي الحسن موسى الكاظم أنه قال:
العورة عورتان القبل والدبر، أما الدبر فمستور بالإليتين وأما القبل فاستره بيدك"
["الفروع الكافي" كتاب الزي والتجمل ج6 ص501].
هذا وليس هذا فحسب، بل هناك فضائح أكثر من هذا حيث قالوا: إن أبا جعفر - محمد الباقر - عليه السلام كان يقول:
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بميزر، فقال: فدخل ذات يوم الحمام فتنور - أي جعل النورة على جسمه - فلما أن أطبقت النورة على بدنه ألقى الميزر، فقال له مولى له: بأبي أنت وأمي إنك توصينا بالميزر ولزومه وقد ألقيته عن نفسك؟ فقال: أما علمت أن النورة قد أطبقت العورة؟.
كما رووا عن عبيد الله الدابقي أنه قال:
دخلت حماماً بالمدينة، فإذا شيخ كبير وهو قيم الحمام، فقلت: يا شيخ لمن هذا الحمام؟ فقال: لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام، فقلت: كان يدخله؟ قال: نعم، فقلت: كيف كان يصنع؟ قال: كان يدخل فيبدأ فيطلي عانته وما يريه، ثم يلف على طرف إحليله ويدعوني، فأطلي سائر بدنه، فقلت له يوماً من الأيام: الذي تكره أن أراه قد رأيته، فقال: كلا، إن النورة سترته"
["الفروع من الكافي" كتاب الزي والتجمل ج6 ص503].