روايات الشيعة التي تنقض عصمة النبي صلى الله عليه وسلم
يؤكد الشيعة الإمامية أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الذنوب والسهو والنسيان، بل ومن كل ما يعد نقصاً منذ مولده إلى وفاته، ويجعلون ذلك ركناً من أركان مذهبهم. غير أن كتبهم ورواياتهم نفسها تكشف خلاف هذا، إذ أوردت أخباراً عديدة تتحدث عن عتاب الله له في القرآن، وعن وقوع السهو والنسيان منه في الصلاة وغيرها، وعن سحره صلى الله عليه وسلم، بل وحتى عن مواقف بشرية من الغضب أو الاستحياء أو الاجتهاد الذي نزل القرآن بتصويبه. وهذا كله يتعارض مع مفهوم العصمة المطلقة التي تبناها القوم. فبدلاً من أن تكون رواياتهم شاهدة على العصمة، صارت ناقضة لها من أصلها، وتظهر أن عقيدتهم إنما هي دعوى مذهبية لا دليل عليها من كتاب ولا سنة ولا حتى من مروياتهم.
روايات من طرق الشيعة تنافي عصمة محمد صلى الله عليه وسلم:
نبدأ بنبينا صلى الله عليه وسلم، إذ روى القوم عن الصادق في شأن قولـه تعالى: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾ [الأحزاب:37]، إن زيد بن حارثة أبطأ يوماً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم -وكان قد زوجه من زينب بنت جحش- فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلـه يسأل عنه، فإذا زينب جالسة وسط حجرتها تسحق طيباً بفهر –
♦ وفي رواية: تغتسل- فنظر إليها وكانت جميلة حسنة، فقال: سبحان الله خالق النور! وتبارك الله أحسن الخالقين –
♦ وفي رواية: سبحان الذي خلقك- ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزلـه ووقعت زينب في قلبه موقعاً عجيباً، وجاء زيد إلى منزلـه، فأخبرته زينب بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال زيد: هل لك أن أطلقك حتى يتزوجك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعلك قد وقعت في قلبه؟ فقالت: أخشى أن تطلقني ولا يتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء زيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أخبرتني زينب بكذا وكذا، فهل لك أن أطلقها حتى تتزوجها؟ فقال رسول الله: لا، اذهب فاتق الله وأمسك عليك زوجك، فأنزل الله هذه الآيات([1]).
وروايات نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى النساء أمثال هذه النظرة كثيرة عند القوم، نذكر منها أيضاً: عن الصادق: قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة فأعجبته، فدخل على أم سلمة وكان يومها فأصاب منها، فخرج إلى الناس ورأسه يقطر، فقال: أيها الناس، إنما النظر من الشيطان، فمن وجد من ذلك شيئاً فليأت أهله([2]).
والغريب أن القوم أوردوا في النهي عن إتيان الأهل في هذا الحال روايات عدة([3]).
نعود إلى حديثنا.. وفي سبب نزول قولـه تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ [النحل:126] إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى مصرع حمزة رضي الله عنه يوم أحد قال: لئن أمكنني الله من قريش لأقتلن سبعين رجلاً منهم.
♦ وفي رواية: لئن ظفرت لأمثلن ولأمثلن([4]).
وقال تعالى: ﴿وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ﴾ [الكهف:23-24]، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه أناس من اليهود فسألوه عن أشياء، فقال لهم: تعالوا غداً أحدثكم ولم يستثن، فاحتبس جبرئيل عليه السلام أربعين يوماً، ثم أتاه فقال: ﴿وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً﴾ [الكهف:23] ([5]).
والروايات في آيات عتاب الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم كثيرة:
♦ كقولـه تعالى: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال:67-68].
♦ وقولـه: ﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ﴾ [التوبة:43] حيث أذن صلى الله عليه وسلم لقوم في التخلف عن الخروج معه إلى الجهاد.
♦ وقولـه: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى﴾ [عبس:1-4].
♦ وقولـه: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [آل عمران:128].
♦ وقولـه: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً * وَاسْتَغْفِرْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً * وَلا تُجَادِلْ عَنْ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً﴾ [النساء:105-107].
♦ وقولـه: ﴿وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ﴾ [النساء:113] وغيرها، ومن أراد التفاصيل فعليه بطلبها في التفاسير.
من مقالات السقيفة: |
معنى الركوع في القرآن بين الخضوع والعبادة الامامة والائمة والعصمة والمهدي |
هذا ما كان من شأن القرآن، أما الروايات فحدث ولا حرج، وإليك بعضها:
نبدأ ذلك بذكر ما يدل على جواز نسيانه وسهوه صلى الله عليه وسلم، وهو كما علمت خلاف ما عليه القوم كما مرَّ بك عند ذكرنا لعقيدة القوم في عصمة الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم، يقول الله عز وجل: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام:68].
♦ ويقول تعالى: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ﴾ [الكهف:24].
♦ ويقول: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى * إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى﴾ [الأعلى:6-7].
ويقول الصدوق:
إن الغلاة والمفوضة -لعنهم الله- ينكرون سهو النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر أن شيخه ابن الوليد يقول: أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو جاز أن ترد الأخبار الواردة في هذا المعنى لجاز أن نرد جميع الأخبار، وفي ردها إبطال الدين والشريعة، وأنا أحتسب الأجر في تصنيف كتاب منفرد في إثبات سهو النبي صلى الله عليه وسلم والرد على منكريه([6]).
وقد تعرض الصدوق بسبب قولـه هذا إلى انتقادات شديدة وتشنيعات كثيرة من القوم ليس هذا مكان بيانها، وإنما سنورد بعض الروايات التي تنافي العصمة من طرق القوم؛ لتجد الاضطراب الحاصل عندهم بنفسك.
عن جميل قال: سألت أبا عبدالله عن رجل صلى ركعتين ثم قام فذهب في حاجته، قال: يستقبل الصلاة، قلت: فيما يروي الناس، فذكر له حديث ذي الشمالين، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبرح من مكانه، ولو برح استقبل([7]).
وعن أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله عن رجل صلى ركعتين ثم قام فذهب في حاجته، قال: استقبل الصلاة، قلت: فما بالُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستقبل حين صلى ركعتين، فقال: إن رسول صلى الله عليه وسلم لم ينفتل من موضعه([8]).
وعن الحارث بن المغيرة قال:
قلت لأبي عبدالله: إنا صلينا المغرب فسها الإمام فسلم في الركعتين فأعدنا الصلاة، فقال: لم أعدتم؟ أليس قد انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعتين فأتم بركعتين؟ ألا أتممتم([9])؟
وعنه أيضاً قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سها فسلم في ركعتين، ثم ذكر حديث ذي الشمالين، فقال: ثم قام فأضاف إليها ركعتين([10]).
وعن علي رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر خمس ركعات، ثم انفتل، فقال له بعض القوم: يا رسول الله، هل زيد في الصلاة شيء؟ فقال: وما ذاك؟ قال: صليت بنا خمس ركعات، قال: فاستقبل القبلة وكبر وهو جالس، ثم سجد سجدتين ليس فيهما قراءة ولا ركوع ثم سلم، وكان يقول: هما المرغمتان([11]).
والمضحك حمل القوم أمثال هذه الروايات على التقية، فهل أن علياً رضي الله عنه في الرواية الأخيرة مثلاً اختلق وألف تلك القصة تقية، فإما أن تكون القصة قد وقعت فيتحقق بها المقصود، وإما أن يكون علي رضي الله عنه قد اختلقها، وهذا لا يقول به أحد من المسلمين.
وعن زيد الشحام قال: إن نبي الله صلى بالناس ركعتين، ثم نسي حتى انصرف، فقال له ذو الشمالين: يا رسول الله، أحدث في الصلاة شيء؟ فقال: أيها الناس أصدق ذو الشمالين؟ فقالوا: نعم، لم تصل إلا ركعتين، فقام فأتم ما بقي من صلاته([12]).
وفي رواية أخرى: فقال: وما ذاك؟ فقال: إنما صليت ركعتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتقولون مثل قولـه؟ قالوا: نعم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتم بهم الصلاة وسجد بهم سجدتي السهو([13]).
وعن الصادق قال:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقد عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس، ثم صلاها حين استيقظ، ولكنه تنحى عن مكانه ذلك ثم صلى([14]).
وعن الباقر قال:
صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة وجهر فيها بالقراءة، فلما انصرف قال لأصحابه: هل أسقطت شيئاً في القرآن؟ قال: فسكت القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفيكم أبي بن كعب؟ فقالوا: نعم، فقال: هل أسقطت فيها شيئاً؟ قال: نعم يا رسول الله، إنه كان كذا وكذا... الحديث([15]).
والروايات في الباب كثيرة، وفيما أوردناه كفاية([16])، ونختمها برواية الهروي قال: قلت للرضا: يا ابن رسول الله، إن في سواد الكوفة قوماً يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقع عليه السهو في صلاته، فقال: كذبوا لعنهم الله، إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو([17]).
ولا يفوتك مصدر أمثال هذه العقائد.
هذا ما كان من شأن سهوه صلى الله عليه وسلم، وكما ذكرنا فقد أعرضنا عن ذكر الكثير من الروايات في ذلك، وكذا ما كان من شأن بقية الأنبياء عليهم السلام في ذلك.
ولنتكلم الآن في باب آخر مما يتعارض مع معتقد القوم في العصمة، وهو قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد ذكرت الروايات عن علي رضي الله عنه أن لبيد بن أعصم اليهودي قد سحر النبي صلى الله عليه وسلم، فأقام ثلاثاً لا يأكل ولا يشرب ولا يسمع ولا يبصر ولا يأتي النساء، فنزل عليه جبرئيل عليه السلام ونزل معه بالمعوذتين، فقال له: يا محمد، ما شأنك؟ قال: ما أدري، أنا بالحال الذي ترى، ثم أخبره بقصة سحر ابن أعصم له([18]).
وفي رواية عن الصادق:
وكان صلى الله عليه وسلم يرى أنه يجامع وليس يجامع، وكان يريد الباب ولا يبصره حتى يلمسه بيده([19]).
ومثلها في بدء الدعوة؛ حيث كان يقول لخديجة رضي الله عنها: قد خشيت أن يكون خالط عقلي شيء، وفي لفظ: لقد خشيت على عقلي([20]).
ويبدو أن القوم أكثر دراية من النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه، فهم يرون عصمته من كل ذلك منذ مولده إلى وفاته كما مر بك، بينما هو صلى الله عليه وسلم لم يعرف ذلك عن نفسه.
ومن الروايات الأخرى التي تتعارض مع اعتقادهم في عصمته بحسب تأويلهم: ما زعموه أنه لما فتر عنه الوحي جزع جزعاً شديداً، فقالت له خديجة: لقد قلاك ربك([21]).
ومنها: قولـه مرة لليهود:
يا إخوة القردة والخنازير، فقالوا له: يا أبا القاسم، ما كنت جهولاً ولا سباباً، فاستحيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع([22]).
♦ وفي رواية: قال الصادق:
فسقطت العنزة من يده، وسقط رداؤه من خلفه، ورجع يمشي إلى ورائه حياءً مما قال لهم([23]).
♦ ومنها: ما كان منه يوم فتح مكة؛ حيث أخرج صلى الله عليه وسلم أصناماً من المسجد، وكان منها صنم على المروة، وطلبت إليه قريش أن يتركه وكان استحيا فهمَّ بتركه، ثم أمر بكسره فنزلت هذه الآية: ﴿وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً﴾ [الإسراء:74] ([24])
♦ ومنها: أمره صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه بقتل القبطي على التهمة بغير بينة في قصة الإفك كما يرويها القوم، حتى تبين لعلي براءته([25]).
♦ ومنها: ما جاء في سورة التحريم، وملخصها في بعض الروايات: أن حفصة بنت عمر رضي الله عنهما قالت: يا رسول الله، إن لي إلى أبي حاجة، فأذن لها أن تزوره، فلما خرجت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جاريته مارية القبطية، وكان قد أهداها له المقوقس، فأدخلها بيت حفصة فوقع عليها، فأتت حفصة فوجدت الباب مغلقاً، فجلست عند الباب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه يقطر عرقاً، فقالت حفصة: إنما أذنت لي من أجل هذا، أدخلت أمتك بيتي ثم وقعت عليها في يومي وعلى فراشي، أما رأيت لي حرمة وحقاً؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أليس هي جاريتي قد أحل الله ذلك لي؟ اسكتي فهي حرام علي، ألتمس بذاك رضاك فلا تخبري بهذا امرأة منهن.
وفي رواية:
إن النبي خلا في يوم لعائشة مع جاريته أم إبراهيم، فوقفت حفصة على ذلك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تعلمي عائشة ذلك، وحرم مارية على نفسه، فنزل قولـه تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [التحريم:1] ([26]).
♦ ومنها: زعمهم أنه صلى الله عليه وسلم لما بعث أبا بكر رضي الله عنه ببراءة إلى أهل مكة، أنزل الله عليه: تترك من ناجيته غير مرة وتبعث من لم أناجه؟ فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ براءة منه ودفعها إلى علي رضي الله عنه، فقال: أوصني يا رسول الله. فقال له: إن الله يوصيك ويناجيك، قال: فناجاه يوم براءة قبل صلاة الأولى إلى صلاة العصر([27]).
وتذكرني هذه الرواية بالمثل القائل: كالمستجير من الرمضاء بالنار، حيث أرادوا نفي الفضيلة عن أبي بكر رضي الله عنه، فنفوا عصمة النبي صلى الله عليه وسلم.. فافهم!
♦ ومنها: أنه صلى الله عليه وسلم جاع جوعاً شديداً، فأتى الكعبة فتعلق بأستارها، فقال: رب محمد لا تجع محمداً أكثر مما أجعته، فهبط جبرئيل عليه السلام عليه بورقة خضراء مكتوب فيها: ما أنصف الله من نفسه من اتهم الله في قضائه واستبطأه في رزقه([28]).
([1]) تفسير القمي: (2/150)، البحار: (11/83)(22/215)، البرهان: (3/291).
([2]) الكافي: (2/664)، البحار: (16/259)(22/227).
([3]) انظر مثلاً: العلل: (514)، أمالي الصدوق: (566)، البحار: (103/281).
([4]) تفسير القمي: (1/394)، تفسير العياشي: (2/296)، البرهان: (2/389)، الصافي: (3/164، 165)، نور الثقلين: (3/95، 96)، البحار: (20/63)، المناقب: (1/193).
([5]) من لا يحضره الفقيه:(3/362)، نور الثقلين:(3/255)، العياشي:(2/350)، البحار:(14/423) (16/136)(93/80)(104/230)، النوادر: (61)، البرهان: (2/644)، الصافي: (3/238).
([6]) من لا يحضره الفقيه: (1/234).
([7]) تهذيب الأحكام: (1/234)، البحار: (17/100).
([8]) تهذيب الأحكام: (1/234)، البحار: (17/100).
([9]) تهذيب الأحكام: (1/186)، البحار: (17/100).
([10]) تهذيب الأحكام: (1/186)، البحار: (17/101)، نور الثقلين: (4/257)، الكافي: (3/355).
([11]) تهذيب الأحكام: (1/236)، البحار: (17/101).
([12]) تهذيب الأحكام: (1/236)، البحار: (17/101)، الكافي: (3/355).
([13]) تهذيب الأحكام: (1/235)، الكافي: (3/81)، البحار: (17/104).
([14]) الكافي: (2/81)، البحار: (17/103)، ولم يضعف أحد من القوم هذا الحديث، نور الثقلين: (4/256)، البحار: (21/42).
([15]) المحاسن: (236)، البحار: (17/105)(84/242).
([16]) للاستزادة راجع: البحار: (17/97-129)(باب: سهوه ونومه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة).
([17]) عيون أخبار الرضا: (2/203)، البحار: (17/105)(25/350)(44/271)، نور الثقلين: (1/564).
([18]) تفسير فرات: (2/619)، طب الأئمة: (118)، مجمع البيان: (10/568)، المناقب: (1/395)، البحار: (18/69، 71)(25/155)(38/28، 63، 303)(63/23)(92/364، 366)(95/125)، نور الثقلين: (5/718، 719)، تأويل الآيات: (2/862)، البرهان: (4/529).
([19]) طب الأئمة: (114)، البحار: (92/365)(95/126)، البرهان: (4/529).
([20]) المناقب: (1/40)، البحار: (18/194، 195).
([21]) المناقب: (1/44)، البحار: (18/197).
([22]) الإرشاد: (58)، البحار: (20/210، 262، 234)، إعلام الورى: (102)، البحار:(20/273) = = نور الثقلين: (4/262)، القمي: (2/165).
([23]) العياشي: (2/306)، البحار: (17/53)(21/124)، نور الثقلين: (3/198).
([24]) البحار: (22/53، 167)(38/301).
([25]) مجمع البيان: (10/313، 314)، تفسير القمي: (2/360)، البرهان: (4/352)، نور الثقلين: (5/367)، الصافي: (5/193، 194)، البحار: (22/229، 239)، أمالي الطوسي: (150).
([26]) الاختصاص: (200)، البصائر: (121)، البحار: (39/155).
([27]) أمالي الصدوق: (444)، البحار: (39/124)(71/141).
([28]) أمالي الصدوق: (330)، البحار: (39/124)(71/141).