عقيدة الرجعة تُعدّ من أكثر العقائد التي يختص بها المذهب الإمامي، حيث يؤمنون بعودة بعض المؤمنين والكافرين قبل يوم القيامة. وقد استدلوا على ذلك بروايات من كتبهم، مثل مختصر بصائر الدرجات للصفّار وتفسير القمّي، حيث وردت أحاديث تنص على رجوع الحسين بن علي رضي الله عنه، بل وعودة جميع الأنبياء لنصرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
إلا أن هذه الروايات تُناقض نصوصًا أخرى معتبرة عندهم، منها ما ورد في نهج البلاغة للإمام علي نفسه، حيث أكّد: «فلا رجعة تنالون، ولا عثرة تقالون»، وهو تصريح واضح ينفي أي رجعة قبل القيامة، ويثبت أن الموت حاسم لا عودة بعده إلا للحساب
من مقالات السقيفة:
الروايات والآيات الواردة في ذم الكذب
صيغة الجمع في آية الولاية بين النص والتأويل
قصة استشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه
هذا التناقض بين مصادرهم يثير إشكالًا جوهريًا: كيف يمكن الجمع بين روايات تؤكد رجوع الأنبياء والأئمة، وأخرى صريحة في نفي الرجعة جملةً وتفصيلًا؟ من هنا تأتي أهمية هذا المقال لعرض هذه النصوص ومقارنتها، وبيان التناقض الداخلي في الموروث الإمامي.
عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال سمعت حمران بن أعين وأبا الخطاب يحدثان جميعا قبل أن يحدث أبو الخطاب ما أحدث أنهما سمعا أبا عبد الله " ع " يقول أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي عليهما السلام وأن الرجعة ليست بعامة وهي خاصة لا يرجع إلا من محض الإيمان محضا أو محض الشرك محضا.
مختصر بصائر الدرجات للصفار ص24
عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ما بعث الله نبيا من لدن آدم إلى عيسى عليه السلام إلا أن يرجع إلى الدنيا فينصر أمير المؤمنين (ع) وهو قوله "لتؤمنن به" يعني رسول الله ولتنصرنه يعني أمير المؤمنين.
تفسير القمي الجزء الأول ص25
من مقالات السقيفة:
الولاية التكوينية عند علماء الشيعة
حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال ما بعث الله نبيا من لدن آدم فهلم جرا إلا ويرجع إلى الدنيا وينصر أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو قوله " لتؤمنن به " يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) "ولتنصرنه" يعني أمير المؤمنين (عليه السلام).
تفسير القمي الجزء الأول ص107
190 - ومن خطبة له عليه السلام أحمده شكرا لإنعامه.. وبادروا آجالكم بأعمالكم. فإنكم مرتهنون بما أسلفتم، ومدينون بما قدمتم. وكأن قد نزل بكم المخوف. فلا رجعة تنالون، ولا عثرة تقالون، استعملنا الله وإياكم بطاعته وطاعة رسوله..
نهج البلاغة للشريف الرضي الجزء الثاني ص130 - 132
يعني لا توجد رجعة...............