من أبرز مظاهر انحراف الشيعة – الفرقة الضالّة الخارجة عن الإسلام – وضعهم للأحاديث المكذوبة والمختلقة، التي ينسبونها إلى النبي ﷺ أو إلى أئمتهم المزعومين، ليؤسسوا بها دينًا موازِيًا لا علاقة له بالإسلام الحق.
ولا يكتفون بوضع الروايات الباطلة، بل يطعنون في الأحاديث الصحيحة الثابتة في صحيحَي البخاري ومسلم، بزعم أنها تخالف عقولهم أو عقائدهم الفاسدة.
ومن ذلك استنكارهم لحديث الرجل الذي قال لأبنائه: «إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروني في الريح»، وهو حديثٌ صحيح متفق عليه، ومعناه واضح لمن عقل واهتدى، ولكن الشيعة ضلّ فهمهم كما ضلّ إيمانهم.
🟥 نص الحديث الصحيح
روى الإمام مسلم في صحيحه (حديث رقم 4950) عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله ﷺ:
«أسرف رجل على نفسه فلما حضره الموت أوصى بنيه فقال: إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروني في الريح في البحر، فوالله لئن قدر عليّ ربي ليعذبني عذابًا ما عذبه به أحد. ففعلوا ذلك به فقال الله للأرض: أدي ما أخذتِ. فإذا هو قائم، فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ قال: خشيتك يا رب، أو قال مخافتك، فغفر له بذلك».
رواه مسلم بسند صحيح متصل.
🟪 استنكار الشيعة للحديث
اعترض الرافضي عبد الحسين الموسوي على هذا الحديث في كتبه، زاعمًا أن فيه ما لا يليق بعقيدة المسلم.
لكن الغريب أن هذا الموسوي لم يُنكر ما ورد في مصادره الشيعية من روايات أشنع وأخطر، منها:
1) رواية الزانية الشيعية التي غفر الله ذنبها لأنها أوقدت نارًا تحت جدار الحسين!
2) ورواية كسرى المجوسي الذي كفر بالله وبرسوله، وزعمت كتبهم أنه نجا من النار بسبب تمسكه بالولاية!
3) ورواية رجل كان يلوط بالصبيان، ومع ذلك – حسب رواياتهم – نجا من النار لأنه كان من الشيعة المتمسكين بولاية الأئمة!
فهذه الخرافات لا تستنكر عندهم، بينما الحديث الصحيح الذي في "صحيح مسلم" يعترضون عليه!
🟧 من مصادر الشيعة أنفسهم
قال نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية (ج4 ص276)، ونقله كذلك شجرة طوبى (ج1 ص288) لمحمد مهدي الحائري:
«قال لولده: أيّ أب كنت لكم؟ قالوا: نعم الأب كنت لنا. قال: فإن لي إليكم حاجة. قالوا: قل ما شئت فإنا سنصير إليه إن شاء الله تعالى. قال: فأحب إذا أنا مت أن تأخذوني فتحرقوني بالنار، فإذا صرت رمادًا فدقّوني ثم تعمدوا بي ريحًا عاصفًا فذرّوا نصفي في البر ونصفي في البحر... فلما مات فعل به ولده ما أوصاهم به، فقال الله جل جلاله للبرّ: اجمع ما فيك، وقال للبحر: اجمع ما فيك، فإذا الرجل قائم بين يدي الله تعالى، فقال له عز وجل: ما حملك على ما أوصيت به ولدك؟ قال: حملني على ذلك خوفك، فقال الله جل جلاله: فإني سأرضى خصومك، وقد أمنت خوفك وغفرت لك».
فهذه الرواية مطابقة تمامًا لحديث النبي ﷺ في صحيح مسلم، بل من الواضح أن الشيعة سرقوها وأدرجوها في كتبهم مع نسبتها لرجالهم، ثم أنكروا أصلها عند أهل السنة!
🟦 الرد على الشبهة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (ج3 ص229):
«فهذا رجل شكّ في قدرة الله أن يعيده، وهذا كفر لا خلاف فيه، لكن كان جاهلاً لا يعلم ذلك، وكان مؤمنًا يخاف من الله أن يعذبه. والمتأول المجتهد من هذه الأمة – الحريص على متابعة الرسول ﷺ – أولى بالمغفرة من هذا».
ثم قال: «وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعمّ الخطأ في المسائل الخبرية القولية، والمسائل العملية».
فالمغزى من الحديث ليس تقرير الجهل ولا الشك في قدرة الله، بل بيان أن الخوف الصادق من الله تعالى سببٌ في مغفرته، حتى لمن وقع في جهلٍ أو خطأٍ عقدي بسبب ضعف العلم لا العناد.
🟫 المصادر
1) صحيح مسلم (حديث رقم 4950).
2) نعمة الله الجزائري، الأنوار النعمانية (ج4 ص276).
3) محمد مهدي الحائري، شجرة طوبى (ج1 ص288).
4) ابن تيمية، مجموع الفتاوى (ج3 ص229).
شهاب الدين الألوسي، روح المعاني.