الحمد لله الذي أنزل كتابه العزيز هداية ورحمة للعالمين، وجعله محفوظًا من كل تحريف وزيادة أو نقصان.
فقال في محكم تنزيله:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]
{لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت:42].
ومع هذا، يأتي الشيعة الإمامية بعقيدة تناقض هذا الوعد الرباني، فيدّعون أن القرآن الذي بين أيدينا ناقص، وأنه محرّف، وأن هناك قرآنًا آخر –كما يزعمون– يسمى مصحف فاطمة، ويزيد على مصحفنا ثلاث مرات، ولا يشترك معه في حرف واحد!
- اخترنا لك من موقع السقيفة:
خيانة الوزير الشيعي علي بن يقطين في عهد هارون الرشيد
وثيقة: كَيْفَ كَانَ مَنْزِلَةُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِيكُمْ
ظلم الابتداع للذكر والصحابة وآل البيت
ففي كتابه "الكافي"، ينقل الكليني عن جعفر الصادق أنه قال لأبي بصير:
"عندنا مصحف فاطمة، وما يدريهم ما مصحف فاطمة؟ إنه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله! ما فيه من قرآنكم حرف واحد".
وهذا النص –كما يروونه– يجعل من مصحف فاطمة وحيًا آخر، أشبه ما يكون ببديل عن القرآن، بل يزعمون أن الإمام المنتظر سيأتي به في آخر الزمان.
بل وتطاول أحد كبار علمائهم، الطبرسي، في كتابه "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب"، وألف فيه الأكاذيب.
منها اختلاقه سورة أسماها "سورة الولاية"، جاء فيها:
"يا أيها الذين آمنوا بالنبي والولي اللذين بعثناهما يهديانكم إلى الصراط المستقيم".
وقد عبّر هذا الطاعن في القرآن عن كتابه هذا بقوله:
"سفر شريف عملته في إثبات تحريف القرآن، وفضائح أهل الجور، وسميته فصل الخطاب".
ورغم إجماع الأمة على أن القرآن محفوظ، كما وعد الله، يصرّ هؤلاء على التشكيك فيه، استنادًا إلى روايات موضوعة، منسوبة إلى أئمتهم، في تضاد واضح مع صريح القرآن وصحيح السنة.
فـالمفيد، أحد كبار علمائهم، يقر بذلك في "أوائل المقالات"، ويقول:
"الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد باختلاف القرآن، وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان".
وكذلك الحر العاملي في مقدمة تفسيره، ونعمة الله الجزائري، والبحراني، والكوفي، والخراساني، وغيرهم من كبار علماء الشيعة، يقرّون بهذا الاعتقاد، ويجعلونه من ضروريات المذهب، كما قال البحراني.
بل وصل الحال ببعضهم إلى القول إن عدد آيات القرآن الحقيقي –الذي جاء به جبريل– سبعة عشر ألف آية، بينما المعروف أن عدد الآيات لا يتجاوز 6236 آية. هذا الفارق الهائل ليس مجرد وهم أو خطأ في العد، بل هو ترويج صريح لتحريف كتاب الله.
ولا يقتصر الأمر على الجانب النظري، بل يرتبط عندهم بالمهدي الغائب، الذي يزعمون أنه سيخرج بـ"القرآن الحقيقي"، و"الحكم الجديد"، و"الدين الجديد".
كما قال المجلسي في بحار الأنوار:
"يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد، على العرب شديد".
وهذا يعني أنهم لا يعترفون بالقرآن الحالي ولا يلتزمون به، بل يرون أن المهدي سيأتي بكتاب آخر. فهل هناك طعن أشنع في القرآن من هذا؟!
الخلاصة:
عقيدة الشيعة في القرآن ليست مسألة اجتهادية، بل أصل من أصول مذهبهم الباطني، وقد صرّح بذلك كبار علمائهم على مرّ العصور. فهم يهيئون أتباعهم لقبول "قرآن بديل" يمكّنهم من تحريف الدين وتغيير معالمه، بزعم الرجوع إلى ما يسمونه بـ"مصحف فاطمة" أو "مصحف علي".
ولذا وجب التنبيه والتحذير، فهل يُقبل بعد ذلك تمكين هؤلاء ممن يطعنون في كتاب الله في أرضٍ اشتهرت بخدمة القرآن وتبجيله؟!
المصادر:
• الكافي للكليني
• بحار الأنوار للمجلسي
• فصل الخطاب للطبرسي
• أوائل المقالات للمفيد
• تفسير مرآة الأنوار للحر العاملي
• مشارق الشموس للبحراني
• بيان السعادة للخراساني
• موقع طريق الإسلام