مقدمة
يُعد حسين الحوثي أحد أبرز الشخصيات الدينية والسياسية التي فجَّرت مشروعًا طائفيًا مسلحًا في اليمن باسم "الشباب المؤمن"، والذي تطور لاحقًا إلى ما يعرف بـ"جماعة الحوثي". وقد تبنّى خطابًا عدائيًا تجاه أهل السنة، وخاصة ما يسميهم بـ"الوهابيين"، ووجه إليهم اتهامات تتراوح بين تقليل تعظيم النبي، إلى العمالة لليهود والنصارى.
اتهامه لأهل السنة بعدم تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم:
اتهم حسين الحوثي أهل السنة، وتحديدًا "الوهابيين"، بأنهم لا يعظمون النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل تعمّدوا -حسب زعمه- محو عظمته من نفوس المسلمين:
"اضمحلت جداً عظمة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله في نفوسهم" [1].
كما اتهمهم بأنهم يحرصون على منع مظاهر التعظيم عند قبر النبي:
"يحاولون ألا يظهر في أوساط الزائرين له صلوات الله عليه وعلى آله ما يكشف عن تعظيمهم له، أصبح التعظيم في نظرهم شركاً" [2].
لكن في المقابل، يغض الحوثي الطرف عن تصريحات رموز الشيعة، كالخميني، الذين اتهموا النبي صراحة بالفشل.
بل رفعوا الأئمة فوق مقامه:
◘ قال الخميني: "لقد جاء الأنبياء جميعاً لإرساء قواعد العدالة لكنهم لم ينجحوا حتى النبي محمد..." [3].
◘ وقال أيضاً: "للأئمة مقام لا يبلغه نبي مرسل ولا ملك مقرب" [4].
فلماذا لا يرد الحوثي على هؤلاء إن كان فعلاً يعظم النبي؟!
تناقضه في اتهام الدولة بالتعاون مع أهل السنة:
زعم الحوثي أن الدولة اليمنية كانت منحازة للوهابيين، وتضطهد الزيدية:
"إذا حصل خصومة في مسجد بين وهابيين وزيود، كان يظهر من الدولة تعاطف مع الوهابيين ضدنا" [5].
لكنه تناسى دعم الدولة لمشروعه في بداياته، من خلال تمويل منتدى "الشباب المؤمن" [6]. وهذا التناقض يعكس استغلاله الخطاب المذهبي لكسب تعاطف العامة.
موقفه من المساجد والشعائر السنية:
اتهم أهل السنة بالسيطرة على المساجد وفرض شعائرهم، بينما الواقع يشهد أن الحوثيين يمنعون إقامة شعائر كصلاة التراويح، وقد وصلت الاعتداءات إلى استخدام السلاح:
◘ في رمضان 1428هـ، قُتل أحد المصلين في مسجد (هايل سعيد) بذمار [7].
◘ وفي رمضان 1433هـ، تم تعذيب شباب في صعدة لإقامتهم التراويح [7].
اتهامه لأهل السنة بالإرهاب
وصف الحوثي أهل السنة بأنهم إرهابيون، وادعى أنهم مدعومون من أمريكا:
"الإرهابيون الحقيقيون هم الوهابيون... أمريكا تدعمهم وتوحي بدعمهم" [11][12].
ثم اتهمهم بعدم تشكيل خطر على اليهود:
"اليهود يعرفون بأن السنّية لن يشكلوا أي خطر عليهم" [13].
لكننا نسأل: لماذا لم تستهدف أمريكا الحوثيين كما تستهدف غيرهم؟ بل صرّح السفير الأمريكي بأن الحوثيين لا يمثلون تهديدًا [14][15].
السبب الحقيقي للخلاف في نظر الحوثي:
بيّن الحوثي أن أصل المشكلة هي ولاء أهل السنة لأبي بكر وعمر وعثمان:
"السني الوهابي يُجن من حديث مثل هذا، مستعد أن تتحطم الأمة كلها ولا يتخلى عن أبي بكر وعمر" [16].
واتهمهم بموالاة من قتل أهل البيت:
"يتولون السلف الصالح ممن قتل علياً وفاطمة والحسن والحسين" [17].
لكن السؤال المشروع: لماذا تولى الإمام علي الخلفاء الثلاثة؟ ولماذا بايعهم؟ ولماذا تنازل الحسن لمعاوية؟ أليس ذلك مناقضًا لمزاعم الحوثي؟!
الخاتمة:
أثبتت تصريحات حسين الحوثي تناقضًا صارخًا بين ما يرفعه من شعارات وما يمارسه من طعن وتشويه لأهل السنة. فبينما يدعي محبة النبي، يهاجم أتباعه، ويتجاهل من يطعن في نبوته من رموز الشيعة. ويتهم أهل السنة بالإرهاب والتبعية، بينما يتجاهل دعم أمريكا غير المعلن لحركته.
إن مشروع الحوثي ليس إلا غطاءً لهيمنة طائفية تهدف لإقصاء الآخر، وإحياء النزاع الطائفي الذي تجاوزه أهل اليمن بمذاهبهم المختلفة لعقود.
قائمة المصادر:
1- ملزمة سورة آل عمران، الدرس الأول، حسين الحوثي، ص7،
2- ملزمة سورة المائدة، الدرس الثاني، حسين الحوثي، ص7.
3- خطاب الخميني، 15 شعبان 1400هـ.
4- الحكومة الإسلامية، الخميني، ص52.
5- ملزمة خطر دخول أمريكا اليمن، حسين الحوثي، ص12.
6- قناة اليمن الفضائية، 3 /7 /2004م.
7-موقع يمن تودي، موقع صحيفة صدى.
8-ملزمة سورة آل عمران، الدرس الثاني، ص16.
9-ملزمة سورة المائدة، الدرس الأول، ص6.
10- ملزمة سورة آل عمران، الدرس الثاني، ص14.
11- ملزمة "وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن"، ص12.
12- ملزمة الصرخة في وجه المستكبرين، ص7.
13- المرجع السابق، ص16.
14- موقع الأهالي نت، موقع البيان.
15- موقع يمن برس.
16- ملزمة سورة المائدة، الدرس الثاني، ص7.
17- ملزمة سورة المائدة، الدرس الأول، ص6.
18- ملزمة دروس من وحي عاشوراء، ص1.