أولًا: ما هي عقيدة الرجعة عند الشيعة الإمامية؟

الرجعة في اعتقاد الإمامية تعني:

"عودة جماعة من المؤمنين الخلّص والكافرين الخلّص إلى الحياة الدنيا بعد موتهم، قبل يوم القيامة، ليشهدوا قيام الإمام المهدي وينتصروا لدولة الحق أو يُنتقم منهم."

وقد نسبوها إلى أئمتهم، واعتبروها من علامات الإيمان والولاء.

ثانيًا: نصوص تُثبت عقيدة الرجعة في كتب الشيعة:

1-  مختصر بصائر الدرجات للصفار – ص24
عن أبي عبد الله (ع):

"أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا: الحسين بن علي (ع)، وأن الرجعة ليست بعامة، بل خاصة...".

2-  تفسير القمي (ج1/ص25 و107)
عن أبي عبد الله (ع):

"ما بعث الله نبيًا من لدن آدم إلا ويرجع إلى الدنيا وينصر أمير المؤمنين، وهو معنى قوله: (لتؤمنن به ولتنصرنه)...".

➡️ هذه النصوص تفيد بأن الأنبياء أنفسهم سيرجعون إلى الدنيا، وينصرون علي بن أبي طالب.

ثالثًا: نصّ يُنقض ذلك من نهج البلاغة:

نهج البلاغة (ج2/ص130–132) عن الإمام علي (ع):

"وكأن قد نزل بكم المخوف، فلا رجعة تنالون، ولا عثرة تُقالون..."

🔍 هذا النص ينفي الرجعة صراحة، حيث يقول الإمام علي بوضوح:

"فلا رجعة تنالون"، أي بعد الموت لن يعود أحد إلى الدنيا.

 إذن، كيف يجمع الشيعة بين هذه النصوص؟

الجواب:

 لا يُمكن الجمع بينها إلا بتكلف أو تأويل بعيد.

إما أن الإمام علي ينفي الرجعة (كما في نهج البلاغة)، وهو المتقدم زمنيًا،

أو أنهم يثبتونها من خلال روايات لا تُعتبر قطعية الثبوت، أو ضعيفة السند كما في كثير من روايات القمي وبصائر الدرجات.

وبالتالي، فإن التناقض واضح:

إما الرجعة حقّ، فيُكذّب الإمام علي في نهج البلاغة.

أو نهج البلاغة هو الحق، فتُرفض عقيدة الرجعة.

خلاصة الإشكال العقدي:

إذا كانت الرجعة عقيدة راسخة عند الأئمة، فلماذا ينفيها الإمام علي نفسه؟

وإذا كانت باطلة كما في كلامه، فلماذا تمتلئ كتب الإمامية بروايات تُثبتها وتُقدّسها؟

👉 هذا التناقض يطعن في أصل من أصول الإمامية، ويُظهر أنها مبنية على أحاديث متناقضة وغلو غير منضبط.

📘 خلاصة:

المقال يتناول عرضًا وتحليلًا لمجموعة من الروايات الواردة في كتب الشيعة الإمامية حول عقيدة الرجعة، ويُقارنها بخطبة مشهورة للإمام علي في نهج البلاغة يُنكر فيها إمكانية الرجوع إلى الدنيا بعد الموت. يُسلّط المقال الضوء على التناقض العقدي بين ما تُثبته الروايات وما ينفيه كلام الإمام، مما يثير تساؤلات عميقة حول صحة عقيدة الرجعة في المذهب الإمامي.