من المواقف العظيمة التي تُظهر سموّ خُلق الحسين بن علي رضي الله عنهما وثباته على المبدأ، رفضه القاطع لنقض الصلح الذي عقده أخوه الإمام الحسن مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. ففي الوقت الذي اندفع فيه بعض الرجال يدعون إلى الثورة والانتقام، كان الحسين مثال الحكمة والورع، يزن الأمور بميزان الشرع لا بالعاطفة، ويقدّم مصلحة الأمة على رغبات النفوس. لكن الفرقة الضالة الشيعة الاثنا عشرية، حرّفت هذا الموقف النبيل لتصوّر الحسين وكأنه ثائرٌ على بيعة شرعية، مخالفٌ لوصية أخيه، مع أن التاريخ الصحيح يشهد بعكس ذلك. لقد أثبت الحسين أنه إمام الصبر والوفاء بالعهد، بينما جعلت الشيعة من فتنته منهجًا وعقيدة تقوم على نقض البيعة والتمرد والدماء
من کتاب: حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل: باقر شريف القرشي الجزء: 2 صفحه: 1163.
بأن يقذفه في بيت فيطينه عليه حتى يتم أمر الصلح، فرأى أن من الوفاء لأخيه أن يعطيه ولا يخالف له أمرا فأجابه الى ذلك، وقد دللنا على افتعال ذلك وعدم صحته اطلاقا في كتابنا حياة الامام الحسن. عدي بن حاتم مع الحسين: ولما ابرم أمر الصلح خف عدي بن حاتم ومعه عبيدة بن عمر الى الامام الحسين وقلبه يلتهب نارا فدعا الامام الى اثارة الحرب قائلا: " يا أبا عبد الله شريتم الذل بالعز، وقبلتم القليل وتركتم الكثير، اطعنا اليوم، واعصنا الدهر، دع الحسن، وما رأى من هذا الصلح، واجمع إليك شيعتك من اهل الكوفة وغيرها وولني وصاحبي هذه المقدمة، فلا يشعر ابن هند الا ونحن نقارعه بالسيوف. ". فقال الحسين (ع)، " إنا قد بايعنا وعاهدنا ولا سبيل لنقض بيعتنا[1]
                