يستغلّ الشيعة الاثنا عشرية، وهم الفرقة الضالة الخارجة عن جماعة المسلمين، بعض القصص القرآنية كقصة بكاء يعقوب على يوسف عليهما السلام لتبرير طقوسهم البدعية في النياحة واللطم والبكاء المفرط على الحسين رضي الله عنه. فيزعمون أن دموعهم وصراخهم وطقوس العزاء المليئة بالمظاهر المنكرة هي اقتداء بأنبياء الله، مع أن القرآن والسنة بيّنا بوضوح أن بكاء الأنبياء كان رحمةً ورقةً، لا جزعًا ولا اعتراضًا على قدر الله. لقد جعلت هذه الطائفة من الحزن على الحسين وسيلة لتأجيج العواطف وتغذية الحقد المذهبي، مخالفين بذلك وصايا النبي ﷺ وأهل بيته الحقيقيين الذين نهوا عن النياحة ولطم الخدود وشقّ الجيوب. إنّ قياس بكائهم المنكر على دموع الأنبياء هو من أبطل القياس وأوضح دلائل الجهل بالدين، بل هو تلبيسٌ للباطل بثوب العاطفة لاستمرار الخرافة في قلوب أتباعهم.
من كتاب (مرآة الكمال لمن رام درك مصالح الأعمال - الشيخ عبد الله المامقاني الجزء الثاني صــ547)
ويمكن الاستيناس لذلك أيضا ببكاء يعقوب على يوسف، ويوسف على يعقوب مع أنهما معصومان لا يفعلان المحرّم، ولا يصرّان على المكروه، والفراق أقلّ من الموت حرقة، وأمّا ما عن الصادق عليه السّلام ممّا نطق بأن: كل الجزع والبكاء مكروه ما خلا الجزع والبكاء لقتل الحسين عليه السّلام، فلا ينافي ما ذكر، لأن الجزع أمر فوق البكاء، وهو مكروه على غير الحسين عليه السّلام [1]
[1] وسائل الشيعة: ٢/٩٢٣ باب ٨٧ حديث ٩.