من المسائل التي كشفت انحراف الفرقة الضالة الشيعة الاثني عشرية عن منهج الإسلام الصافي، تمسّكهم بعادات الجاهلية في النياحة والعويل ولطم الصدور وضرب الأجساد، بدعوى الحزن على الحسين رضي الله عنه. وقد نهى النبي ﷺ صراحةً عن هذه المظاهر في أحاديث صحيحة متواترة، وعدّها من أعمال الجاهلية التي لا تجتمع مع الإيمان بالقضاء والقدر. ومع ذلك، جعلت هذه الطائفة الضالة من النياحة طقسًا دينيًا، بل عبادةً يتقرّبون بها إلى الله، في تناقضٍ صريح مع القرآن والسنة وإجماع الأمة. إنّ الرجوع إلى رواياتهم أنفسهم يفضح تناقضهم، إذ يروون النهي عن هذه الأفعال ثم يخالفونها، ليؤكدوا أن الغلو في الحزن لم يكن من دين محمد ﷺ ولا من هدي آل بيته الأطهار، بل من بدع الرافضة التي أفسدت عقائدهم وحرّفت مفهوم الولاء لأهل البيت إلى طقوسٍ منكرة تخالف العقل والدين.
.
مستدرک الوسائل و مستنبط المسائل - میرزا حسین نوری طبرسی الجزء الثاني صـ 449
(باب كراهة الصراخ بالويل والعويل، والدعاء بالذل والثكل والحزن، ولطم الوجه والصدر، وجزّ الشعر وإقامة النياحة)
٢٤٣٢ / ١ ـ علي بن ابراهيم في تفسيره:
في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ﴾ انها نزلت في يوم فتح مكة، وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قعد في المسجد يبايع الرجال، الى صلاة الظهر والعصر، ثم قعد لبيعه النساء، الى ان قال: ثم قرأ عليهن ما أنزل الله من شروط البيعة، فقال: ﴿عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِكْنَ﴾ الآية، فقامت ام حكيم بنت الحارث بن عبد المطلب، فقالت: يا رسول الله ما هذا المعروف الذي أمرنا الله به أن لا نعصيك فيه؟ فقال: « ألا تخمشن وجها، ولا تلطمن خدا، ولا تنتفن شعرا، ولا تمزقن جيبا، ولا تسودن ثوبا، ولا تدعون بالويل والثبور، ولا تقمن عند قبر »، الخبر .
٢٤٣٣ / ٢ ـ دعائم الإِسلام: عن علي (عليه السلام) قال: « اخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) البيعة على النساء: ان لا ينحن، ولا يخمشن، ولا يقعدن مع الرجال في الخلاء » .
                