من أبرز ما تقوم به الفرقة الشيعية الضالة هو اختلاق الأحاديث الموضوعة والباطلة، ونسبتها إلى رسول الله ﷺ وأهل بيته الطاهرين؛ بغرض خداع عوام المسلمين، وترويج فكرة أن النبي ﷺ كان يُظهر مشاعر غريبة أو تصرفات تخالف الوقار النبوي الشريف. وهذه الأكاذيب ليست إلا وسيلة خبيثة لتشويه صورة النبي وأهل بيته الكرام في نفوس الناس، وإيهامهم بأن تلك التصرفات منقولة بأسانيد صحيحة.
ومن بين هذه الروايات المكذوبة حديث: «كان النبي ﷺ يُكْثِرُ قَبْلَ فَاطِمَة».
وهو حديث باطل لا أصل له في كتب السنة المعتمدة، بل هو من اختراعات الكذابين الذين لا يعرفون الحياء في نسبة الأكاذيب إلى خير خلق الله ﷺ. 
| 
			 نص الحديث المكذوب:  | 
		
روى بعضهم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
«كان النبي ﷺ يُكْثِرُ قَبْلَ فَاطِمَة، فقالت عائشة: يا نبي الله تُكْثِرُ قَبْلَ فَاطِمَة؟ فقال لها النبي ﷺ: ليلة أُسْرِيَ بي دخلتُ الجنة فأطعمني من جميع ثمارها فصار ماءً في صُلْبِي، فحملت خديجة بفاطمة، فإذا اشتقتُ إلى تلك الثمار قَبَّلْتُ فاطمة فأُصِيبُ من رائحتها تلك الثمار التي أكلتُها».
سند الرواية كما ورد:
أنبأنا يحيى بن علي المدبر، قال أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري، حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي، أنبأنا جعفر بن محمد الخواص، حدثني الحسن بن عبيد الله الأبزاري، حدثني إبراهيم بن سعيد، حدثني المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس.
| 
			 حكم العلماء على الرواية:  | 
		
◘ قال ابن الجوزي في الموضوعات (1/259): «قال ابن أبي حاتم عن الأبزاري: كان يكذب».
◘ وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (2/250): «الأبزاري كذاب قليل الحياء».
◘ وأوردها أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/44) ثم نبه بنفسه على غرابة سندها وضعفها الشديد.
النتيجة:
الرواية موضوعة مكذوبة لا أصل لها في كتب السنة والسنن، وآفتها الكبرى الحسن بن عبيد الله الأبزاري، وهو كذاب وضاع كما أجمع أهل الجرح والتعديل.
| 
			 خطورة هذه الرواية:  | 
		
يحاول بعض الشيعة نشر هذا الحديث لإيهام الناس بأن النبي ﷺ كانت له علاقة خاصة بابنته فاطمة رضي الله عنها على وجهٍ يُخالف الوقار النبوي. وهذه شبهة قبيحة تمسّ مقام النبوة الشريف، وتطعن في طهارة النبي وأهل بيته، والغاية منها تشويه صورة رسول الله ﷺ.
كما يزعم بعض الغلاة من الشيعة أن هذا الحديث دليل على أن فاطمة خلقت من نور النبي ﷺ أو من طينة الجنة، وهذا تفسير باطل لا دليل عليه، بل هو من الغلو المذموم الذي نهى الله تعالى عنه في قوله سبحانه:
﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ﴾ ﴿إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾ (سورة النساء: 171)
فإذا كان الله نهى عن الغلو في عيسى عليه السلام، فكيف بمن يغلو في النبي ﷺ أو ابنته فاطمة رضي الله عنها بنسبة ما لا يليق إليهما؟!
| 
			 الرد على الشبهة:  | 
		
من حيث السند:
الإسناد مكذوب، وفيه سلسلة من الضعفاء والكذابين، أبرزهم الحسن بن عبيد الله الأبزاري، الذي أجمع الأئمة على كذبه. والرواية لا توجد في أي مصدر معتبر من كتب السنة الستة أو المسانيد الصحيحة.
من حيث المتن والمعنى:
المتن ينافي الأدب النبوي والحياء المحمدي، فالنبي ﷺ كان أعفّ الناس وأطهرهم، لا يمكن أن تصدر عنه أفعال يُفهم منها ما يُنافي الهيبة أو الوقار، وقد قال الله تعالى عنه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (سورة القلم: 4)
كما أن نسبة حديث كهذا للنبي ﷺ طعن في مقام الرسالة، لأن النبي ﷺ لا يُفعل ما يُثير الريبة أو يخرج عن حدود الحياء.
من حيث المقصد:
الغرض من نشر هذا الحديث هو تمجيد فاطمة رضي الله عنها على وجهٍ غالٍ ومخالفٍ للشرع، بل وربطها بما يُشبه الألوهية أو الصفات الخاصة بالأنبياء، وهي طريقة شيعية مفضوحة تكررت في روايات أخرى موضوعة.
| 
			 خلاصة القول:  | 
		
إن حديث «كان النبي ﷺ يُكْثِرُ قَبْلَ فَاطِمَة» حديث موضوع مكذوب لا أصل له، وفي سنده كذّاب وضّاع، وقد أجمعت كتب الجرح والتعديل على سقوطه. ولا يجوز لمسلمٍ أن يرويه أو يعتقد به، لأنه يطعن في طهارة النبي ﷺ وفي مكانة ابنته الزهراء رضي الله عنها.
ويجب على المسلم أن يكون حذرًا من الروايات التي يختلقها الشيعة والغلاة، فإنها تهدف إلى تشويه العقيدة الإسلامية الصحيحة وترويج الغلو والبدع باسم محبة أهل البيت، بينما الحقيقة أنهم يفترون على آل البيت ما لم يقولوه.
| 
			 المصادر والمراجع:  | 
		
1) تاريخ أصبهان – أبو نعيم الأصبهاني – (1/44).
2) الموضوعات – ابن الجوزي – (1/259).
3) ميزان الاعتدال – الذهبي – (2/250).
4) القرآن الكريم – سورة النساء (171)، سورة القلم (4).
5) كتب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم والذهبي وغيرهما.